يوميّات خائف كرونا (11) /كامل النصيرات

يوميّات خائف كرونا (11)
كامل النصيرات

أنا أواجه مشكلة حقيقية الآن: أولادي لا ينامون قبل طلوع الشمس..وأفقد السيطرة عليهم في ذلك..وأعترف أنّ ما يعيشون فيه هو سجن حقيقي أو أكثر من سجن..!

أيامَ كنتُ في السجن ؛ كانت هناك ساحة للتشميس وللحركة وللعب الرياضة..أولادي الآن في شقّة طابق رابع والبلكونة مليئة بالكراكيب وأصلاً طولها وعرضها يا دوب تضع فيها كرسيين بلا حركة..! في السجن : تنزل للمطعم كل يوم ثلاث مرات وتتحرك في طابور ويعطونك صينيّة أعتقد ألمنيوم..! أولادي يأتيهم أكلهم على فراشهم وعلى الكنبايات والموبايلات بأيديهم وهم ضاربينها (كوع)..! في السجن : غرباء لا تعرفهم ولا يعرفونك..تتعرف عليهم واحداً واحداً وتتفاعل مع قصصهم وكاركتراتهم وكل يوم تتعرف على أحد جديد..! أولادي ؛ وجوههم في وجوه بعضهم..حافظون لبعضهم وقرفانون من كاركتراتهم ومش طايقين بعض ومجاكرات ليوم المجاكرات ولا معارف جددا ولا تفاصيل جديدة إلاّ الأخبار الواردة وكلّها تحت رعاية كورونا أيضاً..! في السجن : حياة بكامل عنفوانها إلا من قيد الخروج..! أولادي في سجن بلا عنفوان وبلا تفاصيل جديدة إلاّ أنّ وطأة الحبس العائلي والشعور الجماعي أن كلّ الأردن هيك هي ما يجعل السجن مع الجماعة رحمة..!

وصلت الكورونا للأغوار الشمالية..للقرية الوادعة (الكريمة)..وسيبدأ عهد جديد من الخنق في الأغوار التي كنتَ تمشي بها بلا ملل وبلا حدود توقفك لأنّ سهولها تغريك بالحريّة أكثر..! حمى الله الأغوار وأهلها..وصبراً جميلاً يا روحي التي هناك..!

يتبع…