1win login1win aviatormostbet casinoparimatchaviator1win onlinelackyjetmostbetpin up1win aviator1 win casino1 win1winmost betpin up casinomostbet casinopin up indiapin up casino indiapin up india1wınlucky jet1win kz1wınpinupmosbet aviator4rabet pakistanpin-upmostbetparimatchlucky jet casinomostbet casinopinupmostbet4rabet casinomostbetmostbet aviator login1win slotspin up azerbaycan1 winaviator4a betmostbetonewinpin up1 win4r betmosbet casinomostbet kzlucky jetmostbetlucky jet

مظفر النواب.. وحوار “هافانا”.. القدس عروس عروبتكم؟!/ عدنان نصار

كنانة نيوز –

مظفر النواب.. وحوار “هافانا”.. القدس عروس عروبتكم؟!

عدنان نصار

رحم الله الشاعر العراقي العربي مظفر النواب.. كننت على موعد مسبق معه، واتفقنا عبر الهاتف ان نلتقي وفق رغبته في مقهى “هافانا” الدمشقي العريق، المطل على جسر فكتوريا، كان نيسان عام 2002 أكثر ألقا وتحليقا ، وكانت دمشق كعادتها تصحو باكرا، وتنشر رذاذ ياسمينها في الحارات القديمة على العابرين، دون حساب.. كانت دمشق ملاذنا كلما تلبسنا شيطان الكآبة، وحواري دمشق القديمة كفيلة بإخراجنا من هذه اللعنة ، وتدخلنا في مسار النعمة ..نعمة الوجدان التقي الباحث عن نقاء في زمن الضوضاء.

في “هافانا” المقهى العريق، اخذت مقعدي في زاوية تطل على “فكتوريا”، ولقيت عن بعد تحية تقدير للفنان دريد لحام، وعباس النوري ..وطوحنا بأيدينا مع رسم شارة الحب للقاء عفوي، ورحت اتصفح “تشرين” منتظرا قدوم الشاعر مظفر النواب وفق الموعد المحدد.. قهوة وسط كما تريد “عدنان” قالها النادل الذي يعرفني مسبقا، فزياراتي شبه الدائمة ل”هافانا” صنعت لي صداقات مع عمال “هافانا” الظرفاء.. وأردف النادل: “دقيقة وبيجي الاستاز مظفر”.. اومأت برأسي معلنا الموافقة على ما يقول.

 وصل مظفر في الوقت المحدد ، فهو يحترم مواعيده بشكل يثير الإعجاب، وما ان دخل حتى سلم على الجميع بإشارة من يده ..بإستثناء “إنثى” من البحرين سلمت عليه عناقا..وقبل ان بجلس قال بصوت متهدج:”لم اتأخر عليك”..قلت: ابدا ابو عادل.. فهذه كنيته التي يحب ان ينادي بها .!.. وقبل ان تحضر قهوته قال: هل تجرأ صحيفتك على نشر المقابلة معي ..؟ قلت هذا وعد أخلاقي وأدبي ، فجريدة “العرب اليوم” التي كنت احد محرريها ، وكاتب لمقالة يومية فيها، هي جريدة إستثنائية في الساحة الصحفية الأردنية.. ابتسم الشاعر “ابو عادل” وقال: انا ممتنع عن ادلاء اي حديث صحفي لأي صحيفة منذ اكثر من 15سنة ، لكن ؛سأوافق على حوارك كما وعدتني بنشره كاملا ..قلت :أتفقنا صديقي.

تلفت الشاعر الراحل حوله ، فلمح “شاب وفتاة” على طاولة قبالتنا مباشرة ، فأدرك بحسه الأدبي و”الأمني” ان الحديث يجري تحت “مجهر المراقبة” ..وهذا شعور صادق ..فشعبة مخابرات دمشق ، التي راجعتها عند دخولي دمشق لاعتبارات صحفية ، مفادها معرفة برنامجي الصحفي للزيارة من باب العلم ليس اكثر.. فالشعبة تعرف ان برنامجي الصحفي محدد بلقاء مع شقيق الشاعر الراحل نزار قباني “صباح قباني” وزيارة منزله العتيق في حارة مدحت باشا بدمشق القديمة ، وزيارة لمتحف دمشق العسكري ، وحضور مؤتمر حول فلسطين في فندق “تشرين”.

لم يكن اي اعتراض على البرنامج ..غير أن شعبة مخابرات دمشق ، همست في اذني ان لقاء الشاعر مظفر النواب سيكون تحت المجهر!!

وأعلموني بلطف ان الهدف حماية لمظفر، فالرجل مستهدف، ووظيفتنا متابعته بقصد حمايته عن بعد في اي لقاء.. شكرتهم وغادرت.

**

بكاء مظفر ..

في بدء حوارنا ، سألته :تحن إلى بغداد..،إلى سعف نخيلها ..إلى “الرشيد”..وبط الصبح في دجلة .؟ تأمل السؤال ، وبكى بصمت وهدوء ، قبل أن يجيب :وهل بغداد تنسى ..العراق بكل تفاصيله يسكن في داخلي ..وراح يوصف بغداد وطرقاتها وليلها وصخبها وهدوءها..ثم اختصر :”العراق عظيم” .

شخصيا ، استحضر حواري مع الشاعر الراحل مظفر النواب ، قبل أكثر من عشرين سنه ، لأحاكي الحاضر، في بعض تفاصيله المعاشة راهنا ..وقتها سألت مظفر النواب :”القدس عروس عروبتكم..” هذه القصيدة الثورية لامست وجدانيات كل الاحرار، والبعض راح يردد ابيات من القصيدة في مناسبات لها صلة بالقدس ..، أجيال لم تعرف مظفر النواب  اكنها تفاعلت مع قصائده.

نعود إلى القدس.. هل ما زالت عروس عروبتنا، سألت الشاعر النواب، فأجاب: وستبقى، لكن مشكلتنا مع زناة الليل الذين فضوا بكارتها .. وأردف بصوت متهدج: “القدس عروس عروبتكم فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟

ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها

وسحبتم كل خناجركم

وتنافختم شرفا

وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض

فما أشرفكم

أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة؟

الحوار مع الشاعر مظفر النواب “ابو عادل” أدخلني في دائرة تفعيل الرقابة الذاتية على مجريات الحوار المراقب أمنيا..أبتسما الشاب والفتاة قبالتي وأومئا لي بترك الشاعر على حريته ..، استهضت الأسئلة في دواخلي وقلت للشاعر بلكنة عراقية :” واليهود ..ماذا فعلوا بالقدس يا “بو عادل” فأجاب شعرا:”سنصبح نحن يهود التاريخ ونعوي في الصحراء بلا مأوى ..”!!

أنهيت حواري معه بعد استكمال كل اسئلتي ، ونشر الحوار في يومية “العرب اليوم” الأردنية دون اجتزاز اي حرف منه ، فصدقت الوعد معه.. مضى على الحوار أكثر من 22 عاما ..إستحضرت ذاكرة الحوار ، للتأكيد على مسار النضال الأدبي كقوة فاعلة تصنع ربما ما تعجز عنه السياسة ..ففي احيان كثيرة القصيدة تعادل أزيز الرصاص ..ما أحوجنا إلى مظفر ودرويش والقاسم ومطر والأبنودي..ما أحوجنا في مثل هذا الوقت إلى إستنهاض أدب المقاومة ليسير كتفا إلى كتف مع البندقية.