كامالا هاريس.. المرأة السمراء الناعمة تواجه الأبيض الشرس / عدنان نصار

كنانة نيوز –

كامالا هاريس.. المرأة السمراء الناعمة تواجه الأبيض الشرس

عدنان نصار
المرأة السمراء الناعمة ، كامالا ديفي هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، ذات الأصول الأفريقية الملونة، المتزوجة من يهودي، تستعد لدخول الانتخابات بعد إعلان انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي الأحد الفائت.. ويبدو ان هاريس الناعمة، المحامية والسياسية، قد حظيت بفرصة تاريخية كأول إمرأة سمراء تخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهي بذلك ستدفع بكل قوتها لممارسة سطوتها الإنتخابية لمواجهة المرشح الأبيض الشرس دونالد ترامب.
ما بين هاريس الدينقراطية ، وترامب الجمهوري حكاية موحدة في نصوصها، تكمن في تفاصيل المشهد السياسي المقترن مباشرة بالسياسة الأمريكية تجاه تعاملها مع العالم بكل تفاصيله وإختلافاته وخلافاته ، غير أن الموقف الواحد الموحد بين الحزبين يكمن بعدم الخروج عن مسار الصهيونية العالمية، وسياستها المرسومة مسبقا، بصرف النظر عن الفائز سواء كانت هاريس السمراء الناعمة أم ترامب الأبيض الشرس ..وتحتكم السياسة بين الحزبين إلى النعومة لصالح الصهيونية وفق ما تتطلبه المصالح، والخشونة التي تتفق ايضا مع سياق المصالح ذاتها ..، وهي سياسة معمول بها منذ نشوء أمريكا ، وتجلت بشكل واضح في اوائل الستينيات عندما ترشح نيكسون وكيندي للرئاسة .
لا يهمنا من سيتولى الرئاسة، السمراء الناعمة او الأبيض الشرس، لطالما ان الدعم الأمريكي للإحتلال الإسرائيلي سيكون كالعادة بلا حدود ، ودعم مطلق على حساب القضايا العربية عموما ، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص ..فمنذ نشوء الإحتلال على أرض فلسطين العربية، واميركا تتحدث بلغة الحل العادل، وتتحدث بلغة السلام، وتسوق حلولها إعلاميا وعبر منابرها، غير أن الواقع السياسي يقول ان أمريكا بحزبيها الديمقراطي او الجمهوري ،هما إنعكاس لواقع سياسي يلقي بظلاله المرة على الأمتنين العربية والاسلامية ..واميركا التي تحتكم إلى اللوبي الصهيوني لن يثنيها اي شيء لمواجهة أي جهة تختلف على وجود “إسرائيل” وديمومتها في المنطقة ، ومساندة اسرائيل مساندة مطلقة بكل الأدوات ، ولعل العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة منذ ما بعد السابع من أكتوبر الماضي هو خير دليل على الدعم الأمريكي بكل آدوات القتل والدمار، وعملت على ديمومة القتل للابرياء تحت مسميات وقحة “الدفاع عن النفس ” !!.
المحللون والساسة العرب ، والإعلام انشغل مؤخرا بإنسحاب جو بايدن من الترشح للرئاسة ، ودعمه لنائبته هاريس ..هذا الانشغال العربي يجيء من منطلق المتابعة الحثيثة لم يجري في أميركا، فلعل الصوت العربي وصوت المضطهدين عالميا يصل إلى “كاريدورات” البيت الأبيض ..هي محاولة وسعي لوضع القضايا العربية على طاولة السياسة الأمريكية..غير أنه في ذات الوقت والفهم العميق لخبايا السياسة الأمريكية ، ستبقى قضايا العرب والمسلمين على هامش المناورة السياسية لإرضاء أطراف عربية ، فيما ستكون “إسرائيل” هي البند رقم واحد على جدول السياسة الأمريكية ، فيما ستبقى القضية الفلسطينية تحت بند “متفرقات” .!!
الفلسطينيون في غزة ، ووفق إستطلاع تلفزيوني أمس الأول على قناة “الغد” أجمعوا على ان :”لا فرق بين ترامب وهاريس ” فكلاهما خادم للصهيونية لكن بلغة مختلفة ..ف”هاريس” الناعمة السمراء ، ذات الخدود الليلكية ، التي جمعت حملتها الإنتخابية في أقل من (48) ساعة أكثر من (50) مليون دولار ، يعطينا مؤشر ان لغة مال “اللوبي الصهيوني” حاضرة عند الطرفين الديمقراطي والجمهوري ..، والهدف عند الحزبين هو خدمة الصهيونية العالمية التي ترسم سياسات البيت الأبيض ..فيما يبقى المال العربي في امريكا “اللوبي العربي والإسلامي” في موقف لا يتعدى موقف المتفرج ..وربما المصفق بحرارة لكلا الحزبين المتنافسين على خدمة الصهيونية العالمية .
“هاريس” الناعمة ، ام “ترامب” الشرس يدركان جيدا للدور المرسوم ..والاختلاف بينهما فقط على التفاصيل الصغيرة ..فيما يبقى الهدف الكبير ثابت لا يغيب :خدمة الصهيونية..ودعم مطلق للمارقة “إسرائيل” .!!