عندما الهوية التعريفية الشخصية لا تصنع مواطنا/ راتب عبابنه

عندما الهوية التعريفية الشخصية لا تصنع مواطنا.
راتب عبابنه

“الهوية” ليست البطاقة التي تبين الإسم والعمر ومكان الولادة ورقم القيد…. إلخ. بطاقة كهذه أعطيت للكثيرين من الذين استقدموا إلى الأردن بالرضا أو بالظروف القاهرة أو لأغراض تتعلق بالهوية لأغراض خلق خلل بالتركيبة الديموغرافية.

أما الهوية بمعناها الواسع والمعنى الوطني، تعني مدى ارتباطك بالوطن بالإضافة لمواصفات هذا الإرتباط ااذي يجعل منك مواطن بهذه البقعة أو تلك من الأرض. كما يضاف لذلك مدى استعدادك للدفاع عن هذه البقعة (الوطن) ومدى غيرتك التي تدفعك تلقائيا للتحرك لما قد يتعرض له الوطن من الداخل أو الخارج، فتثور ثائرتك لكي تثأر لوطنك وتعيد له حقه.

هذه الهوية بمفهومها البسيط (برأيي المتواضع) الذي يميز صاحب هذه الخصائص الفطرية عمن يحملون البطاقة التعريفية الشخصية ولا يحملون خصائص الهوية بمعناها الوطني.

فكلما كثر حملة البطاقة الشخصية الطارئين، إعلم أخي الأردني أن الخطر يتعاظم ويقترب منك لينال من مواقفك الوطنية وليصبح صوتك غير مسموع وكأنك تنادي بوادي لا تسمع إلا الصدى.

ما نلمسه أن هويتنا الأردنية (الأصيلة والأصلية) يتم العمل على تغريبها وطمسها وإضعافها من خلال التلاعب واللعب على تركيبة الأردن الديموغرافية، إذ بذلك يتم ضمان اصطفاف الطارئين مع السلطة ضد الأصلاء فيسهل حصد نتائج النهج الأعوج فتسهل السيطرة عندها من خلال التصيد والتربص والرصد للشرفاء والوطنيين الأصلاء وعلى يد الطارئين أنفسهم بعد أن يتم تمكينهم من مواقع القرار، فنصبح هنودا حمرا وربما نوضع بمحميات نمارس عاداتنا وطقوسنا داخل محمياتنا فقط.