ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك / راتب عبابنه

ما حك جلدك مثل ظفرك
فتولى أنت جميع أمرك
راتب عبابنه

من يتولى أمر جماعة أو أو حزب أو شعب إذا لم يكن عاشرهم وعاش ظروفهم وخبر احتياجاتهم، لن ينجح بإدارتهم وتحقيق طموحاتهم، بل على الأرجح سيكون حجر عثرة أمام الإرتقاء وإحقاق الحق. فهو ينطلق من خلفية حياتية تختلف تماما عما يجمع ويوحد توجهات هؤلاء الذين يدير شأنهم.

فمن ولد بالقصور وعاش وتمتع واعتاد على ما بها من رغد وبذخ لا يمكن أن يستوعب يوميات الجندي أو ساعات عمل عامل وطن أو فلاح يعتمد على زيتونه وخضرته.

فالصعاب والمنغصات التي يواجهها هؤلاء القوم لا يعلمها ولا يستوعبها ولا يعي متطلباتها من مصروفه بيوم يفوق مصروف عدة أسر بأضعاف لليوم الواحد.

لن يكون هذا المنعم لديه القدرة على استشعار احتياحات من يدير شأنهم وحتى إن فعل، فلن يبلغ النجاح كما يبلغه من عاش التجربة أو كان قريبا منها.

وبناءا على هذا الواقع ومن خلال التجربة تبرز الحاجة الملحة لأن يتولى أمر الإدارة لشعب أوصلته الحاجة للخروج عن طوره متجاوزا كل الثوابت التي ألفها ولم تعد تعني له سوى أنها أمراض مزمنة تحتاج للعلاج المستمر وغير المنقطع، لأن يتولى الأمر من خرج من صلب المعاناة ورحم الحاجة وبيئة اليوميات المليئة بالعثرات والعوائق.

فكما تتم هيكلة الوزارات والأجهزة الأمنية وغيرها من مؤسسات الوطن، بات من الضروري هيكلة النهج والقوانين للوصول للديموقراطية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص لتحقيق ما يستحقه الإنسان الأردني وبغير ذلك سنبقى نتراجع لنجني الفوضى والخراب.

حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.