1win login1win aviatormostbet casinoparimatchaviator1win onlinelackyjetmostbetpin up1win aviator1 win casino1 win1winmost betpin up casinomostbet casinopin up indiapin up casino indiapin up india1wınlucky jet1win kz1wınpinupmosbet aviator4rabet pakistanpin-upmostbetparimatchlucky jet casinomostbet casinopinupmostbet4rabet casinomostbetmostbet aviator login1win slotspin up azerbaycan1 winaviator4a betmostbetonewinpin up1 win4r betmosbet casinomostbet kzlucky jetmostbetlucky jet

عدنان نصار يكتب : حديث على قارعة الطريق.. من يأخذني إلى (اربد)

كنانة نيوز –

عدنان نصاريكتب :

حديث على قارعة الطريق.. من يأخذني إلى (اربد)

————————————–

المكان : عمان ..عاصمة الأردن .
الزمان : 25 نيسان لعام 2024 ..
إنتصف نهار الخميس ، الطقس حار وجاف على غير عادته مثل كل سنة..والناس هنا ، في وسط البلد تروح وتجيء ..يكتظ المشهد مثل طوفان بشري، في محيط المسجد الحسيني الكبير ..نمر من جانب صرح في ساحة المسجد كتب عليه “وقف ثريد” ، حجارته بيضاء وله نوافذ صممت بشكل يتفق مع نظم العمارة الإسلامية..سألني صديق :”ماذا يعني ثريد”؟ ..تجاهلت السؤال بسؤال معاكس قلت :”من أين يجيء هذا الزحام البشري”؟ ..هل تظن يا صاحبي ان كل هذه الوجوه عمانية..،لم يجب صاحبنا ..ومشينا بخطى هادئة نحو الجنوب ..جنوب الحسيني الكبير..، هنا استوقفني صوت الباعة على البسطات على جانبي الطريق: ست جرابات بليره..صندوق الفراولة بليره ..عصير قصب السكر بنص ليره ..وبرد يا مشوب.!!
أعجبني صوت الباعة ، واعادني بالذاكرة إلى ساحة الأعظمية في بغداد عاصمة المجد..هناك أصوات مشابهة مع اختلاف باللكنة المحكية :” تنور ولحم ..روثمان..كرفن إيه..و..من ورا التنور تناوشني الرغيف ، يا رغيف الحب يكفيني سنة .!!
واعادني صوت الباعة إلى دمشق ،سوق الحميدية :” أرب يا مشوب ..عصير توت ..سوس بارد..مارلبورو ..،تأملت المشهد في سياق الذاكرة والتخيل قلت :وجه الشبه بين العواصم العربية قريب ..فالوجوه متشابهة ، وكذلك أحلامهم ..وسط عمان يعيديني بالذاكرة الى بيروت ، وصوت المطرب الراحل نصري شمس الدين مع السيدة فيروز ..ياااه ، ما هذا الأمل الذي تجتمع حوله قلوب الشعوب.؟!
انتصف النهار في عمان ، وها هو المؤذن يرفع صوت آذان الظهر ..ووتيرة الحركة تزداد ذهابا ،إيابا ..وعبور للشارع بالاتجاه الآخر..هنا سنجلس يا صاحبي على تلك المقاعد الخشبية العتيقة ، ونشرب الشاي المعتق وما تيسر من تبغ من الصنف الجيد ..هنا ، يمتلك الجالس قدرة فائقة على قراءة الوجوه يا صاحبي ..واضفت :”ما رأيك بعلبة تبغ اندرسون احمر فهو صنف لا بأس عليه ، فأنا عموما مقاطع للتبغ الأمريكي والبريطاني ، فلا عاد يغريني المارلبورو ولا الروثمان او الدنهل..لنستمر بالمقاطعة فهي سلاح فعال في وجه الصلف الأمريكي والببريطاني..!
في هذه اللحظة ، يلفت نظري طفل ممسك بثوب امه ، ويبكي ، والأم تحاول تهدئة طفلها ..عرفت سر بكاءه ،فهو بريد شراء لعبة “القطار المتحرك” وهي (الأم ) لا تمتلك الثمن ..ثمن اللعبة 3 دنانير ..اومأت لصاحب البسطة بحركة دون أن تشعر الأم..هززت برأسي اعطه اللعبة ، وأخرجت 3 دنانير ووضعتها في صينية الشاي المعتق ، ففهم وأعطى الطفل القطار ، وشكرته الأم على انسانية البائع ..
ما زلنا جالسين ، والمسجد الحسيني قبالتنا تماما من جهة الشمال..، بائع الجوارب ينظر الي بدفء وهدوء ، ابتسمت له وقلت : انت من هنا ..فأجاب : انا من مخيم غزة في جرش وأسكن في عمان الشرقية ..سألته كيف حال (غزة) الآن.. أدرك الشاب العشريني اني أمتلك الجواب..فقال :”الله المستعان يا استاذ” ..فغزة كما ترى وتتابع ، فأنت تعرف أكثر مني ..؟!
وافقته الرأي وقلت: ” حمى الله غزة والمقاومة ..وانه لنصر قريب .”
الساعة الآن تشير الى الثالثة قبل العصر ..، صاحبنا تململ من الجلسة وانا صامت اتأمل وجوه الناس ..قلت لصاحبنا :”لك أجرين..أجر صبرك على صمتي ..،وأجر انتظارك لكنابتي هذا الانطباع بمقال ..” هنا على قارعة الطريق ، تكمن الحكايات ، والقصص ، والروايات ، وهنا تكمن القصيدة التي لم تكتب بعد ..، نهضنا من مجلسنا ، ورحنا بإتجاه مجمع الباصات وقلت :”دلوني على خط باص اربد” ، فهي مدينة الحالمين ..، في الطريق تنبه صاحبنا وقال لي :”لقد نسيت سيارتك في عمان ..” .. قلت : اللعنة ، ما الذي أصابني.؟!