من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية (29) / كامل النصيرات

كنانة نيوز –
من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية (29)
كامل النصيرات
حاولتُ أن أواصل كتابة اليوميّات في رمضان؛ لكن لا شيء جديد؛ تُطابق يوميّاتي في رمضان قبل الماضي.. محاضرات سريعة.. ووقت ليس من الوقت.. تشعر أن التدريس فيه خطأ ولكنه واجب وتلك إشكالية حين تمارس خطأ باسم الواجب..!
وأعيد ما قلته سابقًا: كتابة اليوميّات تقتضي ذكر أسماء من تتعامل معهم وإلا لما كانت يوميّات.. لذا تحفل يوميّاتي بالأسماء والمواقف والمشاعر تجاهها.
طبعًا التقيتُ مجدّدًا برئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات سريعًا وطرحتُ عليه فكرة أن أسأله سؤالًا كل أسبوعين يخصّ الجامعة وهو يجيب وأنا أكتب بأسلوبي؛ وافق ولكنني لا أعلم للآن هل سترى الفكرة النور أم سيكون مصير الفكرة مصير آلاف الأفكار الموؤدة في مهدها. وما أن خرجتُ من مكتب الرئيس حتى ذهبتُ للدكتور علي العزّام في مكتبه الجديد.. والعزّام كعادته يأخذك بسحره ويودّعك عند الباب وتتركه وأنت عاقد العزم بالرجوع إليه.
أنهيتُ جميع امتحانات “الميد” باستثناء مادة الدراسات الإفريقية؛ موعدها غدًا مع الدكتور وسام هزايمة والذي “فش عنده أسئلة ضع دائرة” ويدي تتعب من كثرة ما أكتب عنده ولكنني اخترته حبًّا وطواعيّة لأن لديه ما يقوله بعمق.
في امتحان الفلسفة والتفكير الناقد المادة التي أدرسها “أونلاين” كنتُ أتوق لرؤية دكتورها أحمد الأحمد الذي يأتيني هدؤه من خلف الشاشة.. وأخيرًا التقينا ولكن على عجل وفي صخب الامتحان ولا بدّ من جلسة طويلة ونقاش فلسفي معه فطريقة العصف الذهني التي يجيدها في المحاضرة تعجبني وتجعل المادة أكثر حميمية.. رأيت أيضًا الدكتور عبد الهادي القعايدة.. فرحت به .. منذ سنة لم نلتقِ وأخبرني بأنه أضاع تلفوني لأنه غيّر جهاز موبايله..!
أمّا الدكتور عوض الطراونة.. يا الله.. كلامه يشبه كلامي.. يشبه أعمامي وأخوالي.. له طولهم ولون بشرتهم وتهليلهم وترحيبهم.. ورغم أنه يدرسني مادة البحث العلمي إلّا أن لديه حكايات تملأ مجلدات كما قال لي.. عندما استأذنته بالتدخين في مكتبه أحرجني حينما سمح لي بذكاء كي أتراجع.. وروى لي حكايته مع والده عندما طلب منه أن يدخّن فهدده والده تهديدًا قاسيًا والتزم بعدم التدخين حتى بعد وفاته وفاء له.. فخجلتُ من نفسي ولم أشعل سيجارتي رغم أن القهوة التي أكرمني بها ليس لها مزاج دون أنفاس سيجارة.
أمّا أستاذ مادة الريادة والابتكار ليث المومني.. كنتُ أعتقد أنه عجوز طاعنٌ وإذ به شاب بوجه “بيبي فيس” دائم الابتسام ولا أعلم إن كان يخفي كشرة ولكنني أجزم أن لا ريادة لديه في ذلك ويملك ابتكارات طافحة في فنّ الدفء البشري.
انتظروني بعد الفاينل.. أو قبله.. علمها عند الله.