عندما يصبح التعليم سلعةً / رائد عبدالرحمن حجازي

عندما يصبح التعليم سلعةً

رائد عبدالرحمن حجازي

لم اتفاجأ بالكم الكبير من المعدلات المرتفعة في امتحان الثانوية العامة وذلك لعدة شواهد سبقت هذا الإعلان ، وأختصرها بهذه النقاط الآتية :-
أولاً : الوضع المالي المتعثر للجامعات الحكومية والخاصة ، مما يجعل هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب ذوو المعدلات المرتفعة تتهافت على الجامعات للحصول على مقعد دراسي . ومن الطبيعي أن تكون حصة الأسد للجامعات الحكومية وخصوصاً مع وجود نظام الموازي . وقد يقول البعض بأن القاعات لا تستوعب إلا عدداً محدداً من الطلاب ، وللإجابة على ذلك وبكل بساطة أقول لهم : لا تقلقوا فالتعليم عن بُعد لا يحتاج لقاعات بل على العكس ففيه وفراً مالياً ، فالمحاضرة التي يديرها أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وكانت تحدد بعدد المقاعد أصبحت الأن غير محددة بالنسبة لعدد الطلاب ، ومن البديهي أن تعينات أعضاء هيئة التدريس سيذهب للتقليص . وبطبيعة الحال سيحدث نفس الأمر مع الجامعات الأهلية .

ثانياً : مع هذا الكم من المعدلات المرتفعة أرادت وزارة التربية أن توصل رسالة بأن التدريس عن بُعد في المدارس قد آتى أُكله وأثمر وها هي النتائج خير دليل على ذلك . وهنا تستميل مشاعر الطلاب وأولياء الأمور لصفها .

ثالثاً : تهيئة المناخ وخصوصاً الرأي العام للتوجه لخصخصة التعليم وبذلك يزاح عبىء مالي من الموازنة كان مخصصاً لوزارة التربية .

رابعاً : عناصر التعليم هي (الطالب ، المنهاج ، المعلم واستراتيجيات التدريس وأساليبه ) ، وفي حال التعلم عن بُعد سيكون المعلم بعيداً عن الطالب وعليه فإن مهارة الإتصال والتواصل ستكون ضعيفة إن لم تكن معدومة كون بعض الحصص يتم تسجيلها وبثها لآحقاً على الموقع الإلكتروني الخاص بذلك .

خامساً : صحيح أن العالم يتوجه للتعليم عن بُعد وربما هناك دولاً سبقتنا اشواطاً في هذا المجال لكنهم لم يتخلوا عن مهارة الإتصال والتواصل ما بين الطالب والمعلم . ونحن ما زلنا في البدايات وغير مهيئين لمثل هذه التجربة بعد . فكثير من طلابنا لا تتوفر لهم الخدمات الإلكترونية وإن توفرت ربما سيتخللها انقطاعات بالبث لسبب أو لآخر .

سادساً : ومع كل ذلك . سيبقى المعلم هو الحلقة الأقوى .