البروباغندا السياسية واستغفال الشعوب !!!!/ م.سليم البطاينه

البروباغندا السياسية واستغفال الشعوب !!!!
م.سليم البطاينه

كثيرًا ما يتم تداول مصطلح ال Propaganda في مجال الاعلام دون أن نعرف معناه الحقيقي !!! فأبسط تعريف له هو نشر معلومات وحقائق بطريقة موجهة من جهة نظر واحدة ( احادية المنظور ) من أجل الثأثير على أراء وسلوك أكبر عدد ممكن من الناس ،،،،،،،،!!! والهدف منها تغير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين لأجندات سياسية !!!!! فسياسيًا تُعني الترويج وأقتصادياً تُعني الدعاية ، ودينيًا تُعني التبشير

فقد أستغلت البروباغندا التقنيات الحديثة ووسائل التواصل في الرأي العام ، وكيفية توجيه الأفكار والقرارات السياسية والاقتصادية وأحياناً الدينية !! بحيث أستخدمت أساليب سيكولوجية بتسمية الاسماء بغير مسمياتها الحقيقية !!! فالذباب الإلكتروني يُعتبر من أهم أسلحة الحرب الإلكترونية الحديثة
فالمُفكر الامريكي (Noam Chomsky ) تحدث عن عدة أستراتيجيات يتبناها السياسين وأصحاب النفوذ والرأسماليين في العالم ،،،، حيث تم أكتشافها صدفة في عام ١٩٨٦ وكانت بعنوان ( الأسلحة الصامتة لحرب هادئة ) ، وهدفها السيطرة على عقول ومُقدرات وأموال الشعوب ، وتوجيه سلوكهم والسيطرة على أفعالهم !!!!!!! نذكُر منها ( إلهاء الشعوب وإغراقهم بمشاكلهم المعيشية ) !!!! ( وأختلاق الازمات ) !!! ( والتدرجُ في تغير الديموغرافية للسكان ) !!! ( وتبني القبضة الحديدية ونشر الجهل واضعاف التعليم وتوسيع الفجوة بين النُخب ) !!!! ( ودفع أعتقاد الفرد بأنه هو المسؤول الاول والأخير عن فشله وسوء حاله )
ومن الأمثله السياسية الناجحة عبر التاريخ بأستعمال لعبة البروباغندا ، عندما لعبت دوراً رءيسياً في الحملة الإعلامية التي قادها الصحفي الاستقصائي الامريكي George Creel في بداية القرن التاسع عشر بتكليف من الرءيس الامريكي Woodrow Wilson من أجل الحصول على موافقة الشعب الامريكي وتأييدهم لخوض الحرب العالمية الاولى !! حيث كان الأمريكيين يرفضون تمامًا فكرة الحرب
فوسائل الاعلام هي الوسيلة الأكثر قوة وثأثيراً وخصوصاً في المجتمعات العربية ، بسبب سذاجة وقلة وعي وإدراك المستهدفين الذين يقعون ضحيتها !! فهي تُعتبر من أقوى الأسلحة السياسية في عصرنا هذا !! فبلكلمات يتحول الواقع من حال إلى حال !!!!!! فهي نوع من أنواع الدعاية وترويج معلومات وأفكار بشكل موجه ومدروس !! وعادة ما تكون غير كاملة أو يتم تشويهها من اجل اخفاء الحقيقة !!!! فباتت البروباغندا السياسية هي تآمر بالتزييف وحرب نفسية على الشعوب !!!! فأدارة الازمات السياسية تعتمد على تقنيات التضليل الاعلامي ( الدعاية السوداء ) ، أي جعل السرديات أكثر تماسُكاً وغير قابلة للافتضاح !!!!! فالحرب الإعلامية هي فن النصر دون حرب
فالأنظمة الديكتاتورية تحرُص على نشر ثقافة أستغفال الشعوب من خلال ادوات متاحة لديها وأهمها وسائل الاعلام ، وذلك لاستباق هيمنتها على الطبقات الفقيرة وغير المُثقفة وصرف طاقاتها في الفراغ !!! فالحكومات عرفت كيف تنشر ثقافة الالهاء والاستغفال لتصرف الناس عن التفكير في صناعة واقعهم أو مصير وطنهم !!!