عالقُرّيطة / رائد عبدالرحمن حجازي

عالقُرّيطة

رائد عبدالرحمن حجازي
عندما نريد الحصول على ترخيص بناء فإنهم يحاسبوننا على مساحة كامل البناء وتكون حسبتهم من الجدار الخارجي والقصارة تكون ضمن الحساب . فهذا حقهم .
وعندما قرروا رفع الدعم عن الخبز وذلك من باب سد العجز , قاموا بحساب لقمة الخبز علينا بالغرام , مع أن الخبز كان من الخطوط الحمراء . فهذا حقهم .
وعندما يجمركوا السيارة فإنهم يحاسبوننا على وزنها ووزن العجل الخامس الإحتياطي بها وكذلك وزن السائق . فهذا حقهم .
وعندما يطلوا علينا بتسعيرة المشتقات النفطية تكون الضريبة ضعف الثمن الأصلي . فهذا حقهم .
وعندما يضعوا المبلغ الثابت على فاتورة المياه والذي نجهل تفاصيله كيف ولماذا ؟ فهذا حقهم .
وعندما يضعوا فرق أسعار الوقود على فاتورة الكهرباء فهذا أيضاً من حقهم .
وعندما يحتسبوا 50 بالمئة من قيمة التخمين للمسقفات على البناء غير المؤجر(الخالي) فهذا حقهم .
وعندما تُحسب المياومات والبدلات المالية الخيالية لأولئك الذين يسافرون ضمن الوفود الخارجية للدول الأوربية والأمريكية حيث يبيتون في أفخم الفنادق تاركين خلفهم زوجاتهم وأولادهم . فهذا حقهم . وغير ذلك الكثير الكثير .
وأنا من باب المواطنة الصالحة وحتى لا يصفني البعض بالطابور الخامس , فإنني أُقر وأعترف بأن جميع ما ذُكر أعلاه يصب في المصلحة العامة . ولكن لي سؤال واحد وبسيط أوجهه لهؤلاء العباقرة والجهابذة الذين وضعوا كل هذه القوانين والأنظمة والمعادلات الحسابية والتي تنتزع القرش وراء القرش من جيب المواطن (المسخم) الذي قد لا يتجاوز راتبه الشهري بدل مُياومة لليلة واحدة لأحدهم , بأن يقوموا بعمل معادلة من معادلاتهم القُرّيطية الجهنمية لزيادة رواتب المسخمين . وليطلق عليها أسم (تسعيرة الرواتب القُرّيطية) .
بالله عليكوا لا تواخذوني ترى الصيام ماخذ عليّ شوي هاليومين .