الاربديون غدا على موعد ولادة مبكرة لمجلسهم  الثقافي  بين الموت والحياة

كنانة  نيوز – محمد محسن عبيدات

يعتبر مجلس اربد الثقافي  مطلبا  شعبيا  لكافة الفعاليات الثقافية الرسمية وغير الرسمية  منذ فترة طويلة  , يتجدد باستمرار في معظم  الانشطة  الثقافية  ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك من خلال اللقاءات المباشرة مع اصحاب القرار في الشأن الثقافي من الجهات الرسمية من مختلف المستويات .

وجاءت هذه المطالبات والمناشدات  بهدف  رسم السياسات و الارتقاء بالعمل الثقافي  والمحافظة على التراث الاردني المعنوي والمادي  ودفع عجلة التنمية الثقافية على مستوى المحافظات في ظل العولمة و التحديات والصعوبات التي تفتك  بالعمل والانتاج الثقافي , وكذلك لرفع التوعية  لدى المواطن  حول العديد من القضايا  والمخاطر والآفات التي تفتك بالشباب والمجتمع على العموم من خلال التثقيف  والتوعية مثل ( المخدرات , التدخين , التنمر , الكراهية , الارهاب  و التطرف , الاشاعة , احترام سيادة  القانون , واحترام الرأي والرأي الاخر و..الخ ) .

ونتيجة لهذه المطالبات , قررت وزارة الثقافة خوض هذه التجربة  لأول مرة على مستوى المحافظات  , حيث سيكون يوم غد السبت ولادة اول مجلس ثقافي في محافظة اربد  وضمن اسس تم رسمها من قبل الجهات الرسمية  بناء على وجهة نظرهم  الانفرادية  بدون الرجوع الى الهيئات الثقافية والمثقفين  للتوافق على  كيفية تشكيل المجلس  .

مدير مديرية ثقافة محافظة اربد الدكتور سلطان الزغول وبناء على اتصال هاتفي اكد للكنانة نيوز ان التشاور مع الوزارة مستمر بخصوص كل ما يطرا من مستجدات حول هذا المجلس , حيث سيتضمن المجلس الثقافي  13 مقعد  مقسمة على  خمس جهات , حيث  ستحظى الهيئات الثقافية ب 5 مقاعد و الشخصيات الثقافية ب 5 مقاعد , ومقعد  لبلدية اربد ومقعد  لمجلس المحافظة ( اللامركزية ) ومقعد الرئيس يعتليه مدير ثقافة اربد .

وطريقة تشكيل المجلس  ستكون  بالتعيين   والانتخاب والتنسيب  . حيث سيحظى بالتعيين  في المقاعد الخمسة من الشخصيات الثقافية الاكاديمية  ذات الخبرة الكبيرة والكفاءة العالية بالعمل الثقافي  ضمن معايير تحدد من قبل الجهات الرسمية الثقافية , والخمسة مقاعد الاخرى للهيئات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة ,  ام عن طريق التزكية بالتراضي او عن طريق الانتخاب بغض النظر عن التقسيمات المناطقية  , وسيتم الانتخاب من قبل رؤساء الهيئات او ممثليهم بكتاب رسمي  للمترشحين لهذه المقاعد بدون اي شروط او قيود , والبلديات ومجلس المحافظة بتنسيب من مؤسساتهم  .

وبين الزغول ان مجلس اربد الثقافي  سيتولى العمل على رسم السياسات  العامة المتعلقة  بالقطاع الثقافي  في المحافظة  ووضع الخطط الثقافية  وتحديد اولويات  المحافظة الثقافية  , وهو عبارة عن مجلس تطوعي جماعي استشاري  , لا يتلقى اي مبالغ مالية نهائيا لا على الاستشارات ولا على الاجتماعات , وعمر المجلس عام واحد فقط , وفي حال تم التوافق من قبل الاغلبية  من الهيئات الثقافية  المشاركة  بالعرس النصف ديمقراطي على ان المجلس يمتلك الرؤية  والخبرة والكفاءة العلمية  لادارة الشأن الثقافي  , سيتم التوصية بزيادة عمر المجلس الى عامين او اكثر .

وكشف الزغول على ان كل ما سيقدم من توصيات  وطروحات وغيرها من قبل المجلس الاستشاري  خلال فترة استلام مهامه  , لن تكون ملزمة للوزارة  من  حيث التنفيذ والتطبيق  , وللوزارة الحق في الابقاء على هذه المجالس  او حلها  في حال لم تحقق الهدف المرجو  منها .

واوضح الزغول ان السياسة المتبعة حول تشكيل هذا المجلس , لا تقاس  بالسياسات المعمول فيها بالمؤسسات الخدماتية ومجالس المحافظات وغيرها , وانماء جاءت هذه التجربة  لخدمة الفعل الثقافي  من اصحاب الكفاءات من المثقفين والاكاديميين  بشكل تطوعي  وبدون اي مزايا  سواء كانت بالجانب المعنوي او المادي .

وعول عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن الثقافي  على فشل هذه التجربة  نتيجة اسباب كثيرة وكان من اهمها اسس تشكيل المجلس غير المبينة  على التوزيع الجغرافي  للسكان  والمناطق  الذي يكفل اكبر تمثيل ثقافي للوقوف على التحديات والصعوبات  التي تواجه العمل الثقافي في كافة مناطق المحافظة  , وعدم وجود اسس ومعايير للراغبين بالترشح لعضوية المجلس وعدم وجود مزايا تحفز على العمل الثقافي فيما يتعلق بصلاحيات المجلس من الجانب التشريعي والتنفيذي  او فيما يتعلق بالأعضاء انفسهم  .

فالمجلس سيكون غدا مع ولادة مبكرة اما سترى  النور وتبقى على قيد الحياة او ستموت وتحفظ بالأدراج  .