الوكيل الغوانمة: استيقظت من غيبوبتي على حضور الحسين بجانبي في مستشفى ماركا

كنانه نيوز –

أيقنوا بأن الطريق الوحيد للنصر هو الثبات والتمسك بالارض والقرب من الله تعالى، وآمنوا بان الدفاع عن الارض والشهادة في سبيل رفعتها والحفاظ عليها والذود عنها من كيد الكائدين واعتداء المعتدين هي ارفع الشهادات واعزها، وكان من بين هؤلاء

الوكيل المتقاعد ابراهيم محمود سرور الغوانمة من منطقة سحم الكفارات في لواء بني كنانة، الذي اصيب أثناء مواجهة دامية مع الجيش الاسرائيلي في معركة الكرامة الخالدة في الحادي والعشرين من شهر آذار من العام الـ1968.

وقد ولد الغوانمة في العام 1948، والتحق بالقوات المسلحة في العام 1966 في سلاح المدفعية الملكي، وكان نصيبه ان يكون احد افراد الكتيبة الخامسة الملكية في لواء الستين، فكان من أوائل جنود الجيش العربي وتركت بطولاته في معركة الكرامة وسم الشرف على جسده ليتذكر كلما نظر إلى ساقه المبتوره الفخر العظيم الذي لن ولم ينسه التاريخ.

الوكيل المتقاعد الغوانمة يروي بفخر ما حدث معه وزملائه تفاصيل ما حدث معه في المعركة الخالدة التي سطر الجيش العربي المصطفوي ازهى واجمل وانبل قصص الكفاح، وانه كان يتمركز في دبابته في الكتبية الملكية الخامسة، ليل الحادي والعشرين من آذار من العام 1968، بانتظار ساعة الصفر بيوم المعركة، الا ان دبابته قد تعرضت لقصف جوي من قبل طائرات العدو، وهي تتحرك صوب مثلث الشونة الشمالية( سويمة )، وكانت وقتها الدبابات الاردنية بمواجهة مباشرة مع الاسرائيلية، مما اوقع سلاح الجو الاسرائيلي بحيرة من أمره، فلم يعد يفرق بينهما.

الغوانمة بسرد ما وقع معه بأنه قد تلقى معلومات من زملائه حول سير المعركة، وأنه تمكن من اصابة احدى دبابات العدو وإحراقها، وكان الاصرار على تحقيق النصر مهما كان الثمن حتى ولو كان ارواحنا، وتمكنا من تدمير 4 دبابات اسرائيلية ومجنزرتين، الا انه وفي الساعة الثالثة مساء، تعرضت الدبابة التي استقلها لاصابة مباشرة من خلال قذيفة غادرة، وتبعتها قذيفة أخرى خارقة حارقة إخترقت الدبابة دخلت من جانب وخرجت من الجانب الآخر، وقد سحبت معها رجلي، الا انني لم أشعر حينها باي ألم، ولم اعلم بانني فقدت إحدى رجلي الا حينما حاولت الخروج من الدبابة التي اشتعلت بها النيران، .

 

وأنه أدرك حينها  بان إحدى رجلي قد بترت تماما، واستطعت ان أتمالك نفسي، وتمكنت من مغادرة الدبابة، واسقطت نفسي بجوارها وزحفت لمسافة طويلة وقطعت الشارع القريب من الدبابة، ورغم وجود كثافة بالنيران والذي كان يستهدفني، كي ابتعد عنها، خاصة انها ستنفجر في اية لحظة، وأسقط نفسي في حفرة وبقيت فيها دون ان يتمكن أحد من الوصول الي، بسبب ضراوة الحرب.

وتابع الغوانمة بانه قام بتفقد نفسه، وانه اكتشف بانه مصاب برأسه بجرح قطعي، وان ساقه اليمنى مبتورة تماما، فقام باجراء الاسعافات الاولية اللازمة لنفسه، حيث عمل على تمزيق ملابسه وربط الجرح النازف للحيلولة دون استمرارية النزف، وتضميد الساق المبتورة ورأسه الذي هو الآخر ينزف في محاولة منه لايقاف نزف الدماء، وأنه بقي في الحفرة من الثالثة مساء ولغاية العاشرة ليلا، وكان طيلة فترة مكوثه في الحفرة يحيي زملاءه ويشد من أزرهم وعزيمتهم لمواصلة القتال والاستبسال في سبيل الدفاع عن ثرى الاردن وفلسطين.

وبين الوكيل المتقاعد الغوانمة بانه تم اسعافه من قبل الكوادر المعنية بالقوات المسلحة، وتم نقله الى المستشفى العسكري في ماركا الشمالية، وانه تعرض لفقدان الوعي قبيل وصوله للمستشفى لمدة ثلاثة ايام، وحينما استيقظ من غيبوبته كان اول ما شاهده وجه المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال- طيب الله ثراه – والذي امر باحضار جهاز راديو كي يستمع للمكالمة الهاتفية التي اجرتها معه الاذاعة الاردنية عقب المعركة، وحديث جلالة الحسين له، عندها لم يتمكن من السيطرة على دموعه التي إنسابت على خديه فرحا وفخرا وحبا لجلالته.

وأوضح الوكيل المتقاعد الغوانمة بانه وبعد ان من الله عليه بالشفاء، واصل مسيرة العطاء والبناء، وبقي مواصلا لها، حيث تم ابتعاثه لدورة تدرييبية عن الاطراف الإصطناعية لايران، ليعود خبيرا في هذا المجال، وبقي في مركز الاطراف الاصطناعية في المستشفى العسكرية التابع للقوات المسلحة لحين احالته على التقاعد، لافتا الى انه تلقى العديد من المكارم الهاشمية الكريمة والعزيزة من شهادات تكريم وقلائد وخلافها.

 

داعيا الله تعالى ان يحفظ الوطن قيادة وشعبا وترابا وأجهزة أمنية ومدنية من كل مكروه وضيم،رافعا اكفه لله بان يحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني الذخر والسند في مقبل الايام، رافعا لمقامه السامي اصدق عبارات التهنئة بالمناسبات الوطنية، وان يديمه ويقيه من عاديات الزمان.