دموع الفرح / الدكتور عثمان بني يونس

كنانه نيوز – مقالات 

كتب الدكتور عثمان بني يونس مدير التربية والتعليم في لواء بني كنانة مقالاً بعنوان

دموع الفرح

لن أكتبٓ اليوم لعلياءٓ ابنتي ..بل سأكتب اليوم كلماتِ المحبة لبناتي طالبات مدرسة المخيبة التحتا الثانوية للبنات…واخطُ لهم والحروفُ ليست معبرة … أكتب لكن ضحى طراونة ..خالدة البراهمة ..شهد الطراونة ..نهى طراونة ..غرام الطرب …ملاك الطراونة ..أنوار البراهمة ..تيماء محامدة ..نسيم براهمة …ونسيبة ياسر

وقد رأيتُ دموع الفرح في أعينكم وأعين امهاتكم ومديرتكم ومعلماتكم …فكانت أجمل دموعِ القلب لانها عانقت كل معاني الحب والأحلام والتحديات والصبر والعزم والإرادة وقهر الظروف وتذليل الصعاب من قبلكم جميعا طالباتٍ وأمهاتٍ وإدارةً ومعلمات ….
أكتبُ لكن بناتي يامن تمسكتن بخيوط الشمس الحارقة وبحثتُنّ في الليل عن قناديل الأمل لتسلُكن درب العلم والمعرفة ولتنسجن منها أجمل أحلامكم فأنا أدرك ُ أن البدايات كانت صعبة جدا ..والعثرات قوية..ولكن النهايات كانت الأجمل على الإطلاق ….

 

اكتبُ اليوم لمن جدّ وجد..ومن سار على الدرب وصل ..وخيرُ السبلِ سبيلُ العلمِ …سأكتبُ لمن وضع نُصب عينيه أن بعد كل بذرٍ سيأتي موعد قِطاف ..وبعد كل صبرٍ ستأتي لحظاتُ الفرح ….

أكتبُ لمن وضعن ثقتهن بالله عز وجل وخاطبن أنفسهن بأن حذاري من أن نمل من الصبر فالله قادرُ على تحقيقِ مُرادنا في طرفةِ عين فلا تخفى عليه دموع رجائنا ودعوات أمهاتنا وهو من قال إني جزيتهم اليوم بما صبروا

 

أكتب ُ للأنامل التي سهرت الليالي والجميع نيام ..وأمسكت القلم لتضع ظروفها ويأسها وصبرها وتحديها وأحلامها وذاكرتها على أسطرٍ بيضاء وهي واثقة بأن ذاكرتها لن تخونها عند اللقاء بالمستقبل فهي ثقةُ عمياء بربِ العباد الذي لن يضيع لإحدٍ تعب ……

 

أكتبُ لمن وصلن إلى حديقة النجاح وهن على يقينٍ انهن لم يصلن إليه إلا بعد المرور بمحطاتٍ من التعب واليأس وكثيرٍ من المعوقات ولكنهن كن أصحابُ إرادةٍ قوية لا تُطيلُ الوقوف في هذه المحطات بل تجاوزنها بكل عزمٍ وتصميمٍ وتحدي لإنهن على ثقةٍ بأن هذه المحطات تُخفي وراءها محطاتُ فرحٍ وفخرٍ وإنجازٍ قادمة وسيطولُ المكوثُ فيها …..

 

أكتبُ اليوم لمن ضٓربنٓ هن وأمهاتهن ومعلماتهن أروع الأمثلة في الكفاح والصبر والتحمل وتعلمنا منهن اجمل الدروس في الحياة بأن لا يأس مع الحياة وأن من يريدُ أن يتغلب على الظروف يستطيع فهي مابين روحه وذاته ورضى الله ورضى الوالدين ….

أكتبُ اليوم للأحلامِ التي لا تتوقف لإن مع الأحلام كل يوم قصةُ نجاح وموعد مع المستقبل بخطىً ثابته ..فالنجاح أبدا ليس ضربة ُ حظ وإنما هو تفاؤلٌ لا يخالطه تشاؤمٌ ابداً ..بل هو نتاجُ جهودٍ وعزيمةٍ لا تكل ولا تمل..وإيمانُ بالله لا يهتز ….
أكتبُ لمن كان النجاحُ بالنسبة لهن ثقة بالله تعالى وبأنه كلما ضاقت فُرجت وكلما تعبنا من المسير عظُمت مِنحُ السماء للصابرين والمثابرين ….

 

هذا هو النجاحُ الحقيقي لكل مدرسة ..أن يرفع طلابها اسم مدرستهم علما خفاقًا في سماء النجاح يضاهون به كل المدارس الأخرى ..لانهم رفعوا رأس معلميهم ومعلماتهم فقد قدموا لهم كل الحب والعطاء والدعم فتحيةٌ لكل المخلصين والمخلصاتِ أينما كانوا وبارك الله جهودكم يامن حملتم رسالة العلم التي أخذتموها على عاتق ضمائركم حيثُ الله رقيبكم وحسيبكم وليس البشر ….

فشكراً لمن أدى واجب هذه الرسالة بأمانةٍ ومحبةٍ ورضى وقناعة تجاه طلابه وسار بهم الى بر الأمان …
لن ينسى الله جهودكم ولن ينسى تعبكم وجفاف أرواحكم ولن ينسى لحظات فتوركم فأغدق عليكم جزيل عطاياه أنتم واولياء امورهم فأمطر عليكم سحائب رحمته بدموع الفرح والفخر والإنجاز ….فأحيت به قلوبكم جميعا ..وسقتها فأينعت وازهرت…..

لكم مني جميعا …بناتي وأمهاتكم ومعلماتكم وإدارة مدرستكم كل أمنيات المزيد من العطاء والإنجاز …