مقام النبي الخضر في بيت راس يعاني من الإهمال والنسيان ومعاول للباحثين عن الدفائن
كنانه نيوز – بكر محمد عبيدات
في الزاوية الشمالية الغربية لمنطقة بيت راس التابعة لبلدية اربد الكبرى , وفي سفح جبلها الغربي ,يربض مقام النبي الخضر – عليه السلام – يروي للأجيال المتلاحقة قصصا لا زالت هذه الاجيال تتوارثها جيلا اثر جيل , الا ان هذا المقام الذي لم يظهر عليه اية علامات تشير الى اي سنة بـُني او أسس , كونه قد تعرض فيما مضى الى عمليات تهديم وتخريب على ايدي الباحثين عن الدفائن وتجار ” الحجارة القديمة ”
” المقام ” تشير اليه بعض الاشارات الارشادية التي وضعت بصورة خجولة على الشارع الرئيس البعيد قليلا عن المقام , واشارة يتيمة نصبت على عمود خشبي بالجوار , يعاني كما الكثير من المواقع الاثرية في الشمال بصورة عامة وفي محافظة اربد بصورة خاصة , من الإهمال والنسيان والعقوق من قبل المسؤولين ومن ابناء منطقته .
مجموعة من المواطنين الراغبين بالبحث عن الدفائن التي يعتقدون انها مدفونة في “جوف المقام ” وتجار الحجارة الذين يأخذونها ويبعيونها لمن يريد ان يبني بيوتا أسموها تراثية , لم يأبهوا لقدسية المكان ولا لاهميته التاريخية والدينية والحضارية , فاعملوا فيه خرابا وتدميرا ونبشا , وزاد من ” نهمم ” في البحث غياب للرقابة الرسمية عن هذا المقام
وقد أكد عدد من المجاورين للمقام على ضرورة العمل على حمايته من أيدي العابثين والباحثين عن الذهب والدفائن والحجارة التي يعتقدون بانها موجودة في ذلك المقام , غير عابئين بشيء, متناسين قيمته الحضارية والدينية , وهمهم الوحيد هو الوصول الى ما يعبأ جيوبهم من اموال بصرف النظر عن الوسيلة والطريقة لذلك الامر .
ولفتوا بأن هذا المقام والذي غابت عنه كافة أنواع الاهتمام من قبل الجهات المعنية , اللهم الا من بضع إشارات تعريفية به , بعضها وضع على الشارع الرئيس , والأخر بالقرب منه , , وهو من الأماكن المقدسة عند المسلمين وغيرهم ممن يعتنقون ديانات أخرى .
وأوضحوا بأن منطقة بيت راس تعتبر من الأماكن الأثرية المهمة , الا أن معظمها لا زال حبيس التراب ولم تجد بعد من ينثر عنها غبار السنين ويعيد لها القها , ويعيد الزيت ليدور في جنباتها المتعبة من عقوق المسؤولين واهلها .
وأشاروا بأنه بات على الجهات المعنية ضرورة العمل على القيام بالمسؤوليات المنوطة بها, كل ضمن المسؤوليات التي حددتها له القوانين والتعليمات والانظمة, وأهمية ردع الباحثين عن الدفائن و” تجار الحجارة ” , وان يتم إبرازه بالشكل الذي يليق به وإكراما لأحد أنبياء الله – رضي الله عنه .
وعلى ذات السياق ؛ أشار رئيس المجلس المحلي لبيت راس طراد صايل الطعاني بان البلدية ستقوم باتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية المقام من ايدي العابثين , وستقوم بتنفيذ وعقد محاضرات توعوية للمواطنين حول اهميته التاريخية والدينية والحضارية , الى جانب القيام بحملات نظافة في المكان وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة .
وفي إطار ذي صلة ؛ أوضح مدير مديرية اوقاف محافظة اربد الشيخ عمر الحموري بانه سيصار الى متابعة كافة الملاحظات الواردة عن مقام الخضر – عليه السلام – في منطقة بيت راس , واعدا باتخاذ الاجراءات الكفيلة باعادة الحياة لشرايين هذا المقام , وضمن الامكانات المتوفرة والمتاحة .
