بني يونس : أيُّها المعلم اليوم هو يومك الذي يُعلن فيه العالم أنّك رمزٌ عالٍ مثل النجوم

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات

يبذل المعلم الاردني والكناني في لواء بني كنانة الغالي والرخيص لصناعة جيل  مثقف قادر على تحمل المسؤولية و هدفه الاسمى هو الارتقاء بالعملية التعليمية والتعلمية  والتربوية , وايمانا بأهمية المعلم ودوره  الكبير والهام في  العملية التعليمية والتعلمية والتربوية وفي ترسيخ مبادئ التميز والابداع وتخريج طلبة منتجين ومفكرين ومنتمين لمجتمعهم من خلال قدرتهم في التأثير على الطلبة وتحديدا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الاردن في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا , حرص  مدير التربية والتعليم للواء بني كنانة  الدكتور عثمان بني يونس على توجيه نداء ورسالة شكر وعرفان لكل معلم اردني لبذل كل ما يمكن من جهود واستخدام كل الوسائل والطرق  المتاحة لانجاح هذه المرحلة في التعليم عن بعد .

وتاليا نص الرسالة :  

طالعنا بالأمس سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله مرسلاً رسائل كان للتعليم فيها نصيب .. شاكراً فيها وزارة التربية والتعليم على استمرارية التعليم عن بعد .. مثمناً دور المعلم في مواكبة التطور التكنولوجي .

وإليك أيها المعلم نقول :

أيُّها المعلم : يا مربّي الأجيال وباني العقول والمجتمعات. اليوم هو يومك الذي يُعلن فيه العالم أنّك رمزٌ عالٍ مثل النجوم، فاسمح للجميع في هذا اليوم أن يُعبروا عن مدى افتخارهم بك، فأنت الذي تستحق التكريم والافتخار، وأنت الذي ما لانت عزيمتُه يوماً ولا تبدّلت مواقفه، ولا قلّ عطاؤه، وما مواقفكم التربوية النبيلة في متابعة الطلبة يوماً بيوم إلّا فرصة مناسبة للتعبير عن الشكر والامتنان لشخصِك الكريم وعطائك اللامحدود، وعلى الرّغم من أنّ كلّ الأيام أيامك، وكل المناسبات منك وإليك، إلّا أنّ يومٌك وأنت تطل على طلبتك على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التعلم والتعليم مميز في ذاكرة الطلبة والأهل، وهو يومٌ ينتظره الطلاب بشغفٍ ليعبروا عن حبّهم للمعلّم الذي أنقذهم من ظلمة الجهل وأخرجهم منه إلى نور العلم والمعرفة.

أيّها المعلّم : لكَ في القلب الكثير من الحبّ، ولك في ذاكرة كلّ الأجيال مكانةٌ كبيرة لا تختفي، ومهما تبدلت الأزمان وتغيرت، لا بدّ وأن يتذكّر كلّ طالبٍ حرصك الزائد وشغفك في التعليم والتربية، فصدى صوتك وأن تُعيد الدروس والحروف والكلمات والأرقام على شاشات التلفزة عالقٌ في جميع الأذهان، ونصائحك الثمينة لم تزل تُرشد طلبتك إلى الطريق الصحيح، واليوم يُدرك الطالب حقاً أنّ كلّ عبارات المدح والثناء تبدو قليلة ومتواضعة أمام عظمة المعلّم؛ لأنّها لا تستوعب وصف من علّم الأبجديّة والحساب وكتاب الله، ولن تتسع لمدح من زرع الأخلاق وجميل الصفات في أذهان طلابه. إنّ المعلّم لا ينتظر ردّ الجميل ولا تعنيه المكافآت، لكنّه أكثر ما يُفرحه أن يرى نفسه بعيون أبنائه الطلبة، ويشعر بأنّ تعبه وجهده لم يذهبْ هدراً، ويوم المعلم الحقيقي هو اليوم الذي يرى فيه طلابه وقد أصبحوا في دروبٍ متفرقة من دروب العلم والمعرفة، منهم الطبيب والمعلّم والمدير والحارس ومنهم الوزير، والفرح الكبير للمعلم هو أن يلمس التقدير والتكريم من أجيال طلبته الذين تعب لأجلهم وأعطاهم خلاصة علمه وتجاربه.

واليوم تقفُ الكلمات حائرة مكتوفة الأيدي، فلا شيء يُمكن أن يُعبّر عن امتنان الطالب والأهل والمجتمع لمعلمه، لكن تبقى مساحة التكريم مفتوحة بالدعاء الدائم للمعلّم بأن يحفظه الله، وبتقديم كل الاحترام والدعم له ومنحه ما يستحق، لأنّ جميعَ الدول المتقدمة والمجتمعات الراقية تنظر إلى المعلّم بأنّه في أعلى الرتب، فمهنة المعلم ليست مجرّد مهنة عاديّة، بل هي إعدادٌ للأجيال والمجتمعات، وتأسيسٌ للعقول البشرية، لذلك فإنّ مسؤولية الأفكار التي يتبناها أبناء المجتمع تقع بشكلٍ أساسي على عاتق المعلم، لأنه مربٍ وصانع أجيال ويستحق أن يكون كل يومٍ يوماً للاحتفال به.