اقتصاديو الشمال في لقاء ساخن مع وزير الصناعة  والتجارة  والتموين في غرفة تجارة اربد … مصور

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات

بدعوة من لجنة الثقافة  في مؤسسة اعمار اربد  والتي يتراسها المهندس منذر البطاينة , التقى الدكتور طارق الحموري  وزير الصناعة والتجارة والتموين بعدد كبير من الشخصيات الاقتصادية والمهتمين من ابناء محافظة اربد  في  قاعة غرفة تجارة اربد في حوار ساخن ومفتوح  بعد انتهاء محاضرته والتي جاءت  بعنوان ” الاقتصاد الاردني تحديات  الواقع والطموح” وبحضور ممثلي وسائل الاعلام المحلية المختلفة. حيث جاءت هذه المحاضرة وهذا اللقاء المفتوح  في الوقت الذي يعاني فيه الاردن من ازمة اقتصادية  وسياسية خانقة اثرت بشكل كبير على كافة نواحي الحياة وانعكست بشكل كبير على الجانب الاقتصادي والمتمثل في الارتفاع الجنوني بالأسعار والسلع ومعدلات الضرائب  وزيادة مشكلتي الفقر والبطالة .

الوزير الحموري في بداية المحاضرة استعرض اهم التحديات والصعوبات التي اثرت على الاقتصاد الاردني  من كافة الجوانب خلال السنوات الماضية ومنذ عام  2009 , وقال : ان الاردن واجه العديد من التحديات الاقتصادية  والتي كانت بدايتها ناتجة عن الازمة الاقتصادية المالية العالمية و رافقها ارتفاع  كبير في الاسعار والمواد الخام والكلف الانتاجية  المترتبة على المواد والمنتجات وغيرها من الامور . وتفاقمت الازمة مع انطلاق الربيع العربي في العديد من البلدان العربية والذي اثر على السياحة بأنواعها وانخفاض الدخل السياحي بشكل كبير , وكذلك  ادى انقطاع الغاز المصري الى ارتفاع كبير في فاتورة الطاقة  بشكل كبير جدا والاعتماد على المشتقات النفطية حيث وصلت قيمة فاتورة النفط عام 2011 الى مليار دينار اردني  .

 وبين ان ازمة اللجوء السوري للمملكة وتدفق اعداد هائلة  وصلت الى اكثر من مليون و300 الف لاجئ سوري استنزفت البنية التحتية بالإضافة الى  الخدمات والتسهيلات المختلفة  التي تقدم لهم  مقارنة مع حجم المساعدات  الخجولة المقدمة  للأردن  لمواجهة هذه الازمة .وادى اغلاق الحدود مع العراق وسوريا وتراجع أسعار النفط الى التأثير السلبي والكبير على معدلات النمو الاقتصادي في الاردن والصادرات الاردنية والمساعدات والمنح المختلفة وكذلك حوالات المغتربين الاردنيين في الخارج لا سيما في دول الخليج العربي , منوها الى ان نسبة انخفاض المساعدات الخارجية وصلت الى ما يقارب  15%  .

وفي سياق الحديث عن اغلاق الحدود ووقف الصادرات والواردات مع سوريا الشقيقة اشار الى ان هذا القرار جاء ردا على موقف الحكومة السورية بوقف الاستيراد من الاردن منوها ان الحكومة الاردنية ورغم العديد من الاتصالات والمخاطبات لتسوية الامور مع الحكومة السورية الا انها اصرت على تنفيذ قرار وقف الاستيراد  ونحن في الاردن على استعداد للرجوع عن هذا القرار اذا ما بادرت الحكومة السوري بإلغاء قرارها , وعرج الى سبب انهاء الاتفاقية الاقتصادية مع دولة تركيا لكونها لم تحقق الغاية المرجوة منها للطرفين من مجمل الواردات  والصادرات .

واضاف انه وعلى الرغم من كل هذه التحديات والعقبات وكل هذه الانخفاضات في ايرادات الخزينة ادت الى ارتفاع الانفاق الحكومي و تباطؤ في عملية التنمية الاقتصادية  , حيث ان تفاقم الدين العام خلال السنوات الأخيرة اوصلت مديونية الاردن الى 30 مليار دينار ونسبة الدين للناتج  المحلي الاجمالي بلغت 94% ونسبة البطالة بلغت 19%. الا ان الحكومة الاردنية وبجهود مستمرة وحثيثة تواصل الليل بالنهار  في العمل على تجاوز هذه العقبات والاستمرار في مسيرة الإصلاح الاقتصادي خلال العام 2019 والسنوات القادمة  متمثلة في العديد من الخطط والبرامج للارتقاء بالقطاع الصناعي والتجاري  الاردني الى مرحلة النمو والتعافي والاستقرار وزيادة حجم الانفاق  والذي سينهي تدريجيا حل معظم القضايا الاقتصادية والتقليص من  مشكلتي الفقر والبطالة من خلال خلق فرص عمل للشباب  وتحسين مستوى الخدمات الشاملة المقدمة للمجتمع  لتنعكس بشكل ايجابي على توفير الحياة  المثلى والكريمة للمواطن الاردني ليصل الى مرحلة الامن الاجتماعي  والشامل .

المهندس منذر البطاينة  رئيس لجنة محور الثقافة  في مؤسسة اعمار اربد  رحب بالوزير الضيف مستعرضا واقع الاقتصاد الاردني بشكل مختصر  والازمة التي شهدتها المنطقة والاثار السلبية التي ترتبت على المواطن الاردني وما وصل اليه من حالة من الفقر الشديد والبطالة المتفشية بين الشباب التي تؤثر بشكل مباشر على عملية التنمية الشاملة والامن الاجتماعي , مقدما شكره الجزيل للضيف الوزير والحضور من النخب الاقتصادية والمهتمين  لتلبيتهم الدعوة واثرائهم  اللقاء من خلال الطرح الايجابي والمنتمي والحرص على مصلحة الوطن والمواطن .

وفي نهاية اللقاء الذي حضره رئيس لجنة اعمار اربد الاستاذ عبدالرؤف التل  ورئيس غرفة تجارة اربد محمد الشوحة ومدير مستشفى اربد التخصصي الدكتور وصفي الرشدان استقبل الوزير كافة الملاحظات والاستفسارات والاقتراحات واجاب عليها بكل شفافية متجنبا الحديث عن بعض المواضيع التي تتعلق بالجوانب الاخرى التي خرجت عن نطاق الموضوع  وعلى راسها صفقة القرن  .