العلاقات الاجتماعية وانواعها روتين من النفاق والمجاملات … بقلم محمد محسن عبيدات

العلاقات الاجتماعية وانواعها روتين من النفاق والمجاملات … بقلم محمد محسن عبيدات

تأتي  اهمية  العلاقات الاجتماعية  بكافة انواعها في حياة الانسان الشخصية والمهنية والعامة ، لتوفر الشعور بالسعادة والمحبة والمودة والاطمئنان والأمان والراحة النفسية  حيث قال تعالى في كتابة العظيم : ” وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ” , و تنوع  في العلاقات الاجتماعية يعد من  اهم عوامل النجاح في الحياة   حيث تمكن هذه العلاقات الانسان من التنمية الشخصية والثقافية وغيرها من خلال التعامل مع الاصدقاء , والاهم من ذلك ان وجود العلاقات الاجتماعية هو ضروري للتخلص من الوحدة والعزلة التي ينتج عنها العديد من الامراض النفسية والجسدية  والكثير من السلبيات التي تؤثر على كافة جوانب الحياة  , وكما يقول المثل العربي الشهير ” الجنة بدون ناس ما بتنداس ” .

واصبحت العلاقات الاجتماعية  في وقتنا الحالي سواء المباشرة وغير المباشرة  عبارة عن روتين ممل يسودها النفاق والمجاملات والاستعراض الفارغ من القيم والاخلاق , وتدني المستوى الثقافي والتركيز على السلبية ومحاربة الايجابية . وتقسم العلاقات الاجتماعية الى ثلاثة  انواع رئيسية وهي :  ( العلاقات الاجتماعية العائلية والاسرية ,  العلاقات الاجتماعية المهنية والعملية   ,  العلاقات الاجتماعية العامة ) وتقسم العلاقات الاجتماعية العائلية والاسرية الى خمس درجات  وهي : الدرجة الاولى وهم  ( الاخوة والاخوات , الاعمام والعمات , الاخوال والخالات ) , والدرجة الثانية  وهم : ( الاقارب من الجد الثالث ) , والدرجة الثالثة وهم : ( الاقارب من الجد الرابع ) , والدرجة الرابعة وهم : ( الاقارب من مختلف ابناء العشيرة  ) , والدرجة الخامسة وهم : ( الانسباء ) .ويرافق النفاق والمجاملات  تمنيات  ودعوات في العلاقات الاجتماعية وتقسم الى عدة درجات وهي : الدرجة الاولى : ( الموت او الجنون او السجن ) والدرجة الثانية (الاحالة على التقاعد , المرض الخبيث , العجز , التشهير , النفي والبعد ) والدرجة الثالثة  (الكرة والحقد  والفشل والفقر ) .

اما النوع الاول من العلاقات الاجتماعية العائلية والاسرية من الدرجة الاولى يسودها النفاق والمجاملات من الدرجة الثالثة ويعتبر هذه النوع من الاكثر حساسية  , وذلك نظرا لعدم القدرة على التخلص من هذه العلاقات لا بشكل جزئي ولا بشكل نهائي , في حال نشب اي خلاف او سوء تفاهم  او ما شابه ذلك , حيث تبقى العلاقات قائمة رغم حجم الاختلاف والمجال مفتوح للصلح والنقاش والعتب  وذلك نتيجة اللقاءات الجبرية  التي تجمعهم في كافة المناسبات العائلية من افراح واتراح وفزعات وولائم وسهرات وغيرها ولوجود الساعين والمناصرين للصلح وتقريب وجهات النظر  وحل الخلافات بشكل جزئي او نهائي وبالنهاية تبقى العلاقات قائمة ومستمرة مع وجود النفاق والمجاملات وهذا يظهر واضحا من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ( المنشورات , والتعليقات والاعجابات و الحظر والتمكين في النشر ) . والمجاملات والنفاق هنا قد لا ينتهي  , وقد ينتهي ولكن مرور فترة زمنية طويلة الى ان ينتهي ويزول سبب الخلاف الرئيسي او المتسبب في الخلاف , وبالعادة تكون الخلافات الرئيسية في هذا النوع هي :  ( الارث , سلب الحقوق , شيخة وقيادة , تحقير وشتم وتقزيم  وتهميش , عدم التعليق او الاعجاب في منشور على صفحات التواصل الاجتماعي او على الحالة في الوتس اب  ) .

اما النوع الثاني من العلاقات الاجتماعية المهنية والعملية يسيطر عليها النفاق والمجاملات  بشدة  ومن الدرجة الثانية  وتعتبر من النوع المهم جدا والذي يحتاج الى صبر وتخطيط وحكمة وفراسة  والتخلي عن بعض العادات والتقاليد والقيم والاخلاق  , حيث يسودها المصلحة الاقتصادية  من خلال  الامتيازات الوظيفية والتنفيعات الشخصية ويكون ذلك بمؤسسات القطاع الخاص اكثر من مؤسسات القطاع العام   , حيث يسعى الموظفين بشكل عام لينال كل واحد منهم رضا  المسؤول المباشر عنه  , ويكون ذلك من خلال التودد والتقرب بالعلاقات العائلية  والتواصل الاسري المباشر من باب التأثير العائلي يكون اقوى للحصول على الامتيازات الوظيفة والتنفيعات .وتستمر العلاقات الاجتماعية المهنية لفترة زمنية محدودة لغاية تحقيق الاهداف والمكاسب , او بعد اجراء تنقلات  وظيفية من فرع الى فرع اخر او من مؤسسة الى اخرى او تغير المهنة الى مسمى اخر بحيث لا يكون هناك اتصال ومسؤولية مباشرة لذلك الشخص على الاخر  وتنتهي معظم العلاقات الاجتماعية المهنية تحديدا عند الاحالة على التقاعد , ويعود السبب الرئيسي لعدم استمرارية هذه العلاقات لكونها بالأساس قائمة على مبدا التكسب والتنفيعات واجبارية العلاقة هنا  التي ولدتها طبيعة العمل  رغم وجود العديد من  الاختلافات ومنها : ( الفئة العمرية , والجنس والجنسية , ومكان السكن , والعادات والتقاليد , وغيرها من الامور .

اما النوع الثالث من العلاقات الاجتماعية العامة فيكون فيها  النفاق والمجاملات من الدرجة الثالثة  , حيث تأتي هذه العلاقات بطريقة الصدفة  , اما من خلال اللقاءات المباشرة في  الفعاليات والأنشطة الثقافية والاجتماعية والخيرية والتطوعية او في المناسبات الخاصة في الافراح والاتراح والاعياد الدينية والوطنية وكذلك من خلال  مواقف او حوداث او مشاجرات , او من خلال الاتصال الرقمي الغير مباشر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيس بوك , وتعرف هذه العلاقات بالعلاقات السطحية وغير فعالة ويسودها التفاخر بالعموميات المتعلقة بالمواقف التاريخية والانجازات للعشيرة او المنطقة على العموم , وتستمر هذه  اللقاءات اما عن طريق الهاتف او عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي  وتبقى لفترة وجيزة وتنتهي بمجرد تغيير رقم الهاتف او اغلاق صفحة الفيس بوك .