ديناصورات العمل العام  , خلية فساد  … بقلم محمد محسن عبيدات

ما زال العديد من  ديناصورات العمل العام في القطاعين العام والخاص ومنذ عشرات السنين  يستحوذون  على عدد من الهيئات و مؤسسات المجتمع المدني الخيرية والثقافية والتعاونية والتطوعية والمنتخبة  التي تمثل العديد من القطاعات  الحيوية في المجتمع الاردني وتحارب وتستبعد القيادات الشابة في فتح المجال امامهم ورسم السياسات  وقيادة هذه المؤسسات  .

واصبحت هذه  الديناصورات  تشكل مصدر نفوذ وقوة نتيجة استغلالهم السلطة مع مرور الزمن  ولا يقبلون  فكرة التغيير في عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات  , وفتح المجال امام الطاقات الهائلة من الشباب  لدفع عجلة هذه المؤسسات للافضل  والارتقاء بها , معتقدين بل متاكدين انهم الافضل ولا يوجد  من هو اصلح منهم واكفأ لقيادة  المسيرة  والارتقاء بالعمل العام  لخدمة الوطن والمواطن .

والديناصورات تسيطر بشكل كبير على هذه الهيئات والمؤسسات  من قبل حاشية متنفعة  تجمعهم  مصالح مشتركة , توزع المكاسب عليهم  وعلى داعميهم باستمرار , يعملون على الابقاء  والمحافظة على حاشيتهم ومؤازريهم  بكل ما اوتوا  من قوة وعزم  ولا يقبلون النقد الايجابي او السلبي ولا يقبلون بالغير الا من سيضاف الى رصيدهم من الداعمين والبصيمين .

والديناصورات مع الخبرة والاحترافية في التعامل مع القوانين والانظمة والتعليمات , تسخر كافة الامكانيات المتاحة والمتوفرة في هذه المؤسسات  بما  يخدم  مصالحهم  الشخصية  وحاشيتهم  , وتحكمهم  المزاجية  والانفرادية في القرارات العشوائية التنفيعية  .

جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه  يؤكد باستمرا ر على دور الشباب في مسيرة  الاصلاح والتنمية  والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم لانهم  الاقدر على التغيير والانجاز، وبناء المستقبل  . وجلالته اكد حرصه على ضرورة دعم الشباب وادخالهم في دائرة صنع القرار بقوله : لا يمكن بناء المستقبل دون دور حيوي للشباب فيه، خاصة وانهم يشكلون نصف المجتمع العربي، اذ لا بد من الاستثمار فيهم، ودعم ريادتهم وابداعاتهم وتميزهم، لانهم حتما سيكونون الركيزة الاساسية الداعمة للاصلاح في المنطقة، كونهم الاكثر قدرة على احداث التغيير، ومجابهة كافة التغييرات الداخلية والخارجية .

الى متى ستبقى هذه الديناصورات تحارب الشباب والمواطن والوطن على العموم ؟