بيان يوم الشعر العالمي في زمن الكورونا /الشاعر سعد الدين شاهين
كنانة نيوز – بيان يوم الشعر العالمي في زمن الكورونا /الشاعر سعد الدين شاهين رئيس رابطة الكتاب الاردنيين
عذرا ايها الشعر في يومك العالمي الذي أغلقت فيه كل منابرك في شتى أرجاء المعمورة دفعة واحدة لا لذنب اقترفته او اقترفه نيابة عنك الشعراء المهمومون بتنضيد الجمال والحب والخير والسلام والدعوة للحرية والمساواة والعدالة ومحاربة الفقر والجهل والتبعية والاحتلال حيثما كان عذرا أيها الشعر فما شغلنا عنك الا كائن لايرى ولا يحس تماما كموجة الإلهام التي تغشانا نحن الشعراء بفارق اللذة و الوجع بينهما … كائن يسمى الكورونا فايروس انتصر على كل جيوش العالم وجبروت القادة يقال ان القادة وزعماء العالم لا يخافون الا انتشار الفايروس والشعراء ولكننا بسطاء معشر الشعراء يستطيع اي ضابط يلوح له الزعيم بزجنا في السجون وتمزيق اوراقنا وشراء بعضنا وتنصيب من به شهوة من الاخرين في مناصب لم يتأهلوا لها ليصبحوا تابعين لسلطته يهمسون بشفتيه دون ان يتكلم وتكميم افواهنا .. بالمناسبة الوحيد الذي يستطيع تكميم الزعماء والشعراء معا هو انتشار هذا الكائن الذي لايري بالعين
عذرا أيها الشعر فنحن والعالم في محجور علينا في حجر جماعي لا يستصيغ معه الشعر امام ترقب الألم ثم رؤية هادم اللذات يتجول بلا رادع جراء هذا الكائن الذي يطيح في الناس بلا هوادة اي تكافئ نخاطبك فيه بعبارات اللغة الجميلة والصور البديعة والانزياحات.؟ لتحل عن سمائنا وارضنا وهوائنا وتترك اجسامنا تتحلل طبيعيا ..؟. اذا كان العلم والرؤساء والزعماء والقادة والجيوش المكممون امام زحفك لم ينتصروا عليك كيف لنا ان ننضد اللغة ونسنّها لتكون دات جدوي وفاعلية في القضاء عليك وأي لغة ستكون يلسما وترياقا لمصاب بك يتلوى وهو يعرف ان لاعلاج الا انتظار الموت او مقاومة ذاتية لا إرادة له فيها الا الصبر و إرادة الله وتمسكه بالايمان
ايها الشعر في زمن الكورونا ..مهما كان الأمر لا تضع الكمامة و تصمت واترك هيبتك التي يحسب لها الف حساب في كل مواقف الحياة ويستنشقها العشاق والوالهون ومحبو الحياة
أيها الشعر.. حين يموت الشعراء عزاءهم انك تبقى متغلغلا داخل الكمامات و على ألسنة الناس أقوى من كل الفايروسات و انهم يتركون لك الفضاء ويتركون لك الأمل الذي كانوا يرسمونه للأجيال بعدهم في عالم يسوده الحب والجمال والحرية والعدالة والمساواة وزوال الاحتلال حيثما كان .