1win login1win aviatormostbet casinoparimatchaviator1win onlinelackyjetmostbetpin up1win aviator1 win casino1 win1winmost betpin up casinomostbet casinopin up indiapin up casino indiapin up india1wınlucky jet1win kz1wınpinupmosbet aviator4rabet pakistanpin-upmostbetparimatchlucky jet casinomostbet casinopinupmostbet4rabet casinomostbetmostbet aviator login1win slotspin up azerbaycan1 winaviator4a betmostbetonewinpin up1 win4r betmosbet casinomostbet kzlucky jetmostbetlucky jet

قراءة للأديب هاشم خليل عبدالغني..أبجدية العشق والانتماء في قصيدة ” الطريق إلى جدارا “للشاعر تركي عبدالغني

كنانه نيوز – ثقافة –

 

قراءة للأديب والكاتب الاردني هاشم خليل عبدالغني … حول أبجدية العشق والانتماء في قصيدة ” الطريق إلى جدارا ” للشاعر الأردني الكبير تركي عبدالغني ”

 

تكتسب قصيـدة ” الطريـق إلى جـدارا ” للشاعـر الأردني تركي عبد الغني أهمـية كبـيرة في الشعر الأردني الحـديث، لا لـندرتها فـحسب بـل لقـلة عـدد القـصائد الجادة الرصينة التي تحدثت عن جدارا والأماكن الأثرية الأردنية .

كما أن أهمية القصيدة تنبع من رصدها تفاصيل فترة زمنية تـاريخيـة ، كـان لمـدينة ( جـدارا ) مكانتها التاريخيـة الهامة ولما تحمله القصيدة مـن مشاعر عامة وشخصية ، بأبعـادها النفسية والإنسانية الحضارية . الشاعر الرائع تركي عبدالغني رسم في قصيدته ” الطريق إلــى جدارا ” لــوحة ذات مـعـمار فني متكامـل البناء بمداميك ابداعة ومـوهبته الخـلاقــة ، والتـي نتعـرف مـن خـلالـها عــلى حضارة شعوب عريقة سكنت جدارا مدينة الفلاسفة والشعراء ، تلك المدينة التي نقشت اسمها على جدران التاريخ ، ، وهـي إحدى المدن اليونانية – الرومانية العشر (الديكابولس).

يؤكد الشاعر أن الطريق إلى جدارا .. طـريق ممهـد ومفتوح نافذ ،يسلكه عشاق الثقافة والحضارة الإنسانية التي تتحــدث عـن ثقافـة الشعـوب بقلاعـها ومـدرجـاتها وأعمدتها التي تتميز بطابعها الخاص .

فالمدن التاريخية تمثل لكل دولة هويتها التاريخية الخاصة بها،وهي جزء من شخصيتها أمام العالم، يجب الحافظ عليها من خطر الاندثار.

يقول الشاعر في طريقي لجدارا تركت خلفي كل أفكار الــحـرب التي تتصارع داخـل رأسي ولم أعـد أناقـش مـع نفسي فلسفة الحياة والوجود ، تلك الحياة السطحية التي تجُـرني للاخـتناق، وتشعـل فـي داخـلي فتيل الغـضب فـي ســواد عيني ، فـي الـطـريق نســيت كـل شيء وأصـبحت أعيش في عـالـم اللاوجود ، وانحـدرت يساراً مـن أعـلى الجبل إلى أم قيس ” جدارا” … وأنـا أراقب وأبحث عن قربٍ في كل بيت ،عن قلوب اضطربت وخفقت ألماً على فراق ساكنيها .. وعن تكرار زيارة الشاعر لجدارا يقول : إن زيارة واحـدة تكـفي لأحـس بالـفرح يغمرني ، وتجعـلني أتجـدد مراراً .

غادَرْتُ رأسي.. وَانْحَدَرْتُ يَسارا أتَفَقَّدُ الخَفَقانَ داراً.. دارا هِيَ مَرّةٌ أُخرى.. وتكفي مرّةٌ لأُحِسّ أني قد خُلقتُ مِرارا لأن الشاعر مفتون بعظمة جدارا، وطيبة أهلها يكرر زيارته لها والأحلام العظيمة ترافقه وتملأ كيانه وكيان المكان ، أحـلام متـبادلـة بين الشاعـر والقـوم الـذيـن رقــدوا فـي هـذا الصـرح الـحـضاري العـظيم ، مع إيـمان راسـخ بتحـقيق حـلـم النهـضة العـظيـمة . وكـفارق كبـير بـين الـماضي والحـاضر مـن جميع النـواحي الحـياتية ، الـذي أدركــه وشعـر به الشاعـر بحواسـه الشفافة .

يقول رحلت عن أم قيس خفية وعلى استحياء ، ثم عدت لها جهارا وعلانية بكل عزة وكبرياء ، دلالة على إعجاب الشاعر وافتتانه بهذه المدينة التاريخية العظيمة . آتي وأرجِعُ.. مِلْءَ حُلْمٍ كانَ معْ نُوّامِهِ .. يتَبادَلُ الأدوارا وكَفارِقٍ في الحِسِّ بينَ الْوُجْهَتَيْنِ رحَلْتُ سِرّاً ..

ثُمَّ عُدتُ جِهارا دخل الشاعر أم قيس من بوابة المحبة فأستقبل استقبالاً لائقـاً وحـافـلاً ، ووقـــف في معـالـمها بكـل سكـينة ووقـار كناسك زاهد متعبد في محرابها بكل نشاط حيوية ،حتى إذا هدأت انفعالات الشاعر وجعلته يهدئ من روعه ويسكن فـزعـه…. اطمـأن وشعـر بالارتياح ، ولـكن مـع استمـرار الشاعر في التجول في ساحات وأقبية المدينة ومسارحها وحمـاماتها ،هـاج فـي داخـلـه شعـور داخـلي بـاطـني ، مستـذكـرا عـظمـة تـاريخ المـدينـة وأهـميتها التاريخية ومكانتها الحضارية .

كما يشير الشاعر للفارق الكبير بين ما يحمله في داخلة عــن مـاضي جـدارا التلـيد وبينه ،ويضـيف الشاعـر رغم تعـلقي وشـوقي لجدارا فـقد أتيت إليها بكامل حريتي ، كما أنني جئتها ضيفا مختاراً بدعوة كريمة من أهلها . أحْنَيْتِ لي الأسوارَ حتى لا يُظَنّ بأنّني أتسلقُ الأسْوارا ووقفتُ كيْ لا أُجْفِلَ الأبوابَ إذْ هَدأَ الثّرى.. حتى مشيتُ.. فَثارا إنّ الذي بيني وبين دَواخِلي لا كالذي بيني وبينَ جَدارا فبرغم أمرِ الشوقِ إلا أنّني آتٍ إليكِ مُخَيَّراً.. مُخْتارا في ساحات جدارا شاهد الشاعر أثارا حضارية وثقافية أعـمـدة تحـمل عبـق التاريخ ، نلاحـظ فـي المقـطع التالي أن الشاعر لجأ لإسلوب التشخيص حيث أضفى عـلى الأعــمدة صفة الإنسان، حيث صور الأعمدة إنسانا يدير نقاشا روحياً صوفياً مع السماء ، ويشير الشاعر عبدالغني بقوله “ويقول شاعرهـا لنلهـو لحـظة مـا العـمر إلا لحـظة تـتوارى” لـقول الشاعر الجداري” ميلياغروس “بكلمات محفورة على شاهد قبره، بالقول: ( أيها المار من هنا كما أنت الآن كنت أنا وكما أنا الآن ستكون أنت فتمتع بالحياة فإنك فان ).

ورأيت أعمدة المعابر أنفساً كانت تدير مع السماء حوارا ويقول شاعرها لنلهو لحظة ما العمر إلا لحظة تتوارى يخاطب الشاعر أم قيس قائلاً : يا أم قيس إذا اشتكت وأخبرتك “عشتار” (( هي آلهة الحب والحرب والجمال والتضحية في الحروب في حضارات بلاد الرافدين )) أخبرتك بإساءة وظلم أصحاب النفوذ وتعسفهم باستعمال السلطة ، فصدقي ما تقول عشتار.. فالشاعــر يشير إلى العـلاقة الحـميمة بـين أم قيس وأهلها سكان الحارة العتيقة الذين اجبروا على تركها بأمر من دائرة الآثار ،فغدت قفراً خالية من ساكنيها بعد أن كانت تضج بـالحياة ، فمـا زال أبـناء أم قيس الـذين ترعـرعوا في بـيوتها الـعتيـقة يـحنـون إليهـا ويسـتمـدون منهـا هـويتهـم النـفسيـة والاجتماعية فهذه البيوت حيوية بالنسبة لدى كل إنسان منهم ( بيوتُنا مسقط رؤوسنا ومهدُ أبداننا، مـربى طـفولتنا ومـربَع شبابنا، هي ليست كهفاً وخيمةً وكوخاً وشقةً وقصراً، بل هي المكوّن الحقيقي لذواتنا وانعكاساً أساسياً لشخصياتنا ).

(كم منزل في الحي يألفه الفتى***وحنينه أبدا لأول منزل) فالحياة في تلك البيوت تبقى هـي الأحلى لأنها لـم تتلوث بعـد بخيبات الأمل ، ( فالبيوت تسكنهم ولا سيكنونها ) يا أم قيس إن شكت عشتار من ظلم القصور فصدقي عشتارا قفر إلا في القصور لأنها جعلت بيوت الأمهات قفارا غارت عليهن البيوت لأنهن على جميع بيوتهن غيارى ورأيت آلهة المعابد كلها حيرى وكل الآلهات حيارى في إشارة ذكية من الشاعر ” عبدالغني” يدعو إلى ضرورة الحـفاظ على تراثنا الـحـضاري والثقـافي وصيانـة تلك الآثـار ورعايتها وحفظها من التلف وحمايتها من التهريب ، فالعديد من الدول العربية “فقدت تراثا لا يعوّض شكّل عمقا حضاريـا للمنطقة ، وشاهــدًا عــلى ثرائها التاريخي، وأصبح اليوم في مهب حروب لـم تكتف بمصادرة الحــاضر،وإنما عــادت إلى التاريخ تسعى لطـمسه عـلى يـد عـصابات التهريب وأطـراف أخـرى وجـدت فـي تحــطيم التماثيل وتدمير الأبنية التاريخية متعـة عـقائدية “، ممـا جعــل الغـيورون يصفون الأمـر بـأنه “كارثة ثقافية”.

يعود الشاعر ( تركي عبدالغني) لإسلوب التشخيص مرة أخـرى ، فخـلع الـحياة عـلى الـجماد والانفعـالات الـوجـدانـية (التمثال في متحف باريس كمثال ) هذه الحياة الإنسانية وهبت للـتمثال عـواطف إنسانية وخـلجات أدمية، يقول الـشاعر زرت متـحفاً في باريس ودون إعداد مسبق ،صادفت تمثالا يشـكو الغربة ،أنا غريب بأرض ليست ارضي ،فنفس الغريب غابة مظلمة ، في الغربة لا املك سوى حلمي حلم العودة لمكاني الطبيعي ، كما يحمل الشاعر بقسوة على تجار الآثار ومهربيها .

صادفت في باريس تمثالاً يقول أنا البعيد أنا الغريب ديارا وسألت آخرَ في العراق فقال لي إن المتاحف تكره التجارا يشيد الشاعر بأم قيس فيؤكد بأنها بلدة جديرة بالتقدير والاعتبار، لأنها ترعى حرمة وكرامة أهلها بصرف النظر عن مكانتهم الاجتماعية، بلدة لا يهان ولا يضام فيها الضعيف ، فهو يعامل أحسن معاملة حباً ومهابة واحتراماً .

يخلع الشاعر” تركي عبدالغني ” على ممدوحيه ” أهالي أم قـيس “.. . كلـمات المـديح والثـناء والإطـراء، عـلى أخـلاقهـم النبيلة، وأفعـالهم الجليلة، التي استحـقــوها ، مشيراً لمـآثرهم الجـليلـة ، فـهم أناس جـبلـوا عـلى الـكـرم والسخـاء وإكــرام الضيف، بحر من الجود والسخاء لا ينضب أبدا ، فيهم صفات كرام الناس ( الشهامة وعزة النفس ) قال الصدّيق أبو بكر، رضي الله تعالى عنه : «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، كما قال رضي الله عنه، «الجود حارس الأعراض».

يتابع الشاعر تعداد الصفات المميزة لأهالي أم قيس ، من خلال ما لمسه أثناء مشاركته في إحدى أيامهم الثقافية ، فهم شــديدي الإحساس رقيـقي المشاعر لطفاء، مطمئنون جـواراً ومستريحون آمنون في بيوتهم .

يكفي احترامك كي تكوني أمة كفارها لا يدخلون النارا الموسعون الدور الصّيدُ العظام المرهفون الآمنون جوارا لا مثل كل الناس حتى أنهم بعاطفة جياشة ومحبة منقطعة النظير يقول ( عبدالغني ) في أم قيس يولــد الأطـفال كبيري الشأن عظيمي المقـام ذوي مرتبة عالية ، على أكمل حال وهيئة ، كأن الله قد خلقهم على غير مثال ، فهم أباة النفس منذ الصغر ، مترفعين عن كل ما يشين النفس ، أعزة لا يقبلون الذل .

في أم قيس يولدون كبارا خلقوا على الطور الأتمّ برغم أن الله قال خلقتكم أطوارا وحياتهم باب على الزمن المدوّر يكبرون ويرجعون صغارا وكخمرة واللهِ لا يقوى على إبداعها من لم يكن خمّارا وأبيتِ إلا أن تكوني كأسها يرى الشاعــر( تركي عبد الغني) أن الذي جمل صورة أم قـيس( جـدارا) وزينـها وحسنهـا وصـيرها جميلـة فـي عيـون زوارها وجعلهم يقبلون على زيارتها ،مأخوذون بهوى عاطفي وشعور انفعالي ( سكارى ) مـن الفـرح، مـرده عــظمة التاريخ الحضاري للمدينة وطيبة ودماثة سكانها الحاليين ، فـيا لسعادة الــزوار بزيـارتهم أم قيس الحـديثة وجـدارا التراث والحـضارة العريقة .

من شدة انبهار الشاعر بجدارا يقول : وأنا أتمشى في الدرب العتيق .. سبرت غوره عن قرب ، فختله حقلا امتلأ بالزهر ـ دلالة على الانبهار والإعجاب والجمال. فأتاك حجاج الجمال سكارى واحظها الأعمار تلك إن ابتدت في أم قيس وانتهت بجدارا ومشيت في الدرب العتيق أجسّه فاحمرّ حتى خلته نوّارا وفي نهاية القصيدة يؤكد الشاعر أن لجدار مكانة خاصة ومميزة لديه ـ لا تدانيها أي مدينة أخـرى ، فكثير مـن الـمدن حاولت إغواء الشاعر روحياً ونفسياً ، وكسب وده ومحبته ، ولكنه لم يحبها بعقله ولم يحبها بروحه ، ولكن أم قيس أحبها ( تركي ) بقلبه وعقله وكيانه .

خمسونَ ألفَ مدينةٍ راوَدْنَني عنْ مُهجتي فتَرَكْتُهُنّ عَذارى وأخيراً يتبين مما تقدم أن القصيدة تدور حول محورين الأول: التغني بالوطن وأمجاده ، وتراثه الإنساني ومعالمه الحضارية ، والثاني: الإشادة بشمائل أهل أم قيس (الانتماء للأرض والإيثار والشهامة وعزة النفس). مــا يميز قصــيده تـركي عبدالغني اللغة الأنيـقة المتينــة المشحونة بشحنات انفعالية دافئة متأججة بالعاطفة الوجدانية كما أن أسـلوب الشاعــر يتسم بعـمـق التـعبير وشـدة الإيـحاء وشفافية البوح ، إلى جانب استخـدام الرمز التعبيري ، وفيها إشــارة للمكان والـزمان ، كـما أن القصيدة وحـدة مـوضوعية متكاملة .