احتجاز جثث الاطفال غياب للمهنية بالنشر وضياع للمصلحة الوطنية  … بقلم محمد محسن عبيدات

احتجاز جثث الاطفال غياب للمهنية بالنشر وضياع للمصلحة الوطنية  … بقلم محمد محسن عبيدات

تحظى وسائل الاعلام  المحلية  المختلفة  في كل دول العالم بمتابعة واهتمام كبير من قبل المجتمعات المحلية  وذلك لاعتبارها مصدرا اساسيا لنقل الاخبار والمعلومات بكل تفاصيلها  الصغيرة قبل الكبيرة وبكل شفافية ومصداقية فيما يتعلق بهذه الدول بالإضافة لدورها الكبير في الحفاظ على المصلحة الوطنية  وتماسك المجتمعات المحلية ومحاربة الاشاعة ,  والاهم من ذلك الحفاظ على سمعة مؤسساتها في القطاعين العام والخاص على المستوى المحلي والعالمي .

الاعلام  هو رسالة انسانية واخلاقية  قبل ان يكون  مهنة  او وظيفة يبحث من خلالها الانسان عن لقمة عيش او مصدر دخل لتامين حياة كريمة له ولأسرته , والاعلام سلاح ذو حدين , فعندما يكون الخبر غير صحيح وسلبي ويأخذ صفة العمومية ويتعلق بأداء المؤسسات في القطاعين العام والخاص ,  يكون مدمرا جدا للوطن ومؤسساته ويفقد ثقة المواطنين بهذه المؤسسات وينعكس ذلك على سمعة الوطن خارج الحدود  ,  وفي نفس الوقت تعتبر وسائل الاعلام ضرورية ومهمة جدا لنقل الاخبار والمعلومات بشكل دقيق وتصحيح الاخطاء ونقل الصورة المشرقة عن المؤسسات الوطنية وعن إنجازاتها ومواكبتها لكل ما هو حديث ومتطور مما يسهم بشكل كبير في الارتقاء بمسيرة التنمية الشاملة للوطن والمواطن لينعكس ايجابيا على سمعة الوطن خارج الحدود.

 ان جزءا من اعلامنا المحلي الرسمي والخاص  اصبح يتجه جزئيا  بطريقة غير مسبوقة  الى الاثارة والنقل غير الصحيح  للاحداث والقضايا و التضخيم و يصل الى حد التشويه الكبير لمؤسسات الوطن و الدخول في التأويل والتفسير والتحليل والسماح للمتربصين بالوطن من انتهاز هذه الفرص لتفريغ سمومهم وتحقيق اهدافهم المبطنة  مستغلين هذه المؤسسات الاعلامية لتحقيق اهدافهم  المرعبة والخطيرة ويؤثر على سلامة المجتمع وامنه واستقراره .

 فيجب على وسائل الاعلام ان تكون مهنية تنقل  الخبر او المعلومة  بكل شفافية ومصداقية  وتحرص كل الحرص على وجود الادلة والوثائق الرسمية  التي تؤكد صحة المعلومة والرجوع الى كافة الجهات المعنية في أي قضية او موضوع للتاكد من الحقيقة والتوثيق من المصدر, وضرورة عدم النشر في أي موضوع او قضية يكون للقضاء فيها راي او  قرار , وعند النشر يجب مراعاة المصلحة الوطنية وسمعة مؤسساتها واعتبار بعض القضايا والمواضيع فردية ونادرة احيانا ولا تعبر عن الواقع والحقيقة  والحديث بالعمومية هو اخطر و اكبر تشوية لسمعة الوطن  ومؤسساتها على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي وخصوصا مع انتشار الانترنت اصبح العلم اشبه ما يكون قرية صغيرة .

 قضية احتجاز جثامين اطفال  في احد المستشفيات الخاصة اخذت منحى غير طبيعي واثارة وتهويلا كبيرا من عدد كبير من وسائل الاعلام المختلفة  في القطاعين العام والخاص  ,حيث تم نشر الخبر كسبق صحفي بدون الرجوع الى ادارة المستشفى للوقوف على الحقيقة  وتقصي المصداقية قبل النشر حفاظا على سمعة القطاع الصحي الاردني على المستويين المحلي والعالمي .

مدير المستشفى  بين  لعدد من وسائل الاعلام المهنية والتي هدفها الاسمى  هو الوطن والمواطن  وبمنتهى الشفافية  والمصداقية انه لم يتم مطلقا  احتجاز جثامين الأطفال  وان ما نشر بهذا الشأن عار عن الصحة  والحقيقة  ان ذوي الأطفال  راجعوا ادارة المستشفى بتاريخ 22 و23/12/2019 لغايات  تسديد التكاليف المترتبة على العلاج  , حيث انه تم منحهم خصومات كبيرة على التكاليف وتسهيلات مناسبة  ومريحة للسداد , الا انهم لم يعودوا الى المستشفى لاستكمال الاجراءات الرسمية لاستلام الجثث , و طالبوا ببقاء جثامين الاطفال لديهم بدون بيان الاسباب ,   ولم يقم اي من العاملين في المستشفى بإبلاغهم بحجز الأطفال نهائيا  , وكذلك قامت ادارة المستشفى بتسليم جثمان أحد الأطفال الثلاثة الذي توفي بتاريخ 21/12/2019 رغم عدم قيام ذويه بتسديد ما هو مترتب عليهم من التزام مالي للمستشفى.

واضاف انه لم يسبق للمستشفى ومنذ تأسيسه أن لجأ الى هذا الاسلوب وبغض النظر عن أي سبب كان , وان المستشفى يعتبر من المستشفيات الرائدة والمتقدمة على المستوى المحلي والاقليمي  ويتعامل مع كافة  المرضى والمراجعين  بمنتهى الانسانية و الشفافية , وادارة المستشفى لا يمكن باي حالة من الاحوال ان تعرض المستشفى للانتقاد ومهما كان السبب لان رضا المرضى والمراجعين هو مؤشر الجودة للعمل داخل المستشفى . مؤكداً التزام المستشفى بالقوانين والأنظمة التي تمنع مثل هذه الممارسات وتقدم خدماتها لجميع فئات المجتمع بما فيها الحالات الانسانية التي تتحملها المستشفيات الخاصة بشكل كامل .

وناشد  مدير المستشفى وسائل الاعلام ضرورة تقصي الحقيقة قبل نشر مثل هذه الأخبار التي من شأنها التشهير والإساءة إلى سمعة القطاع الصحي الأردني بما فيه قطاع المستشفيات الخاصة الذي يحرص كل الحرص على أن يكون انموذجا  للقطاعات الحضارية والمتميزة في الأردن.