أمين عمان يكرم الفائزين بجائزة الشاعر الزيودي

كنانة نيوز – كرّم أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة أمس في مركز الحسين الثقافي الفائزين بجائزة الشاعر حبيب الزيودي، التي أطلقتها الدائرة الثقافية بمديرية الثقافة وقطاع التنمية المجتمعية في الأمانة.

وفي الحفل، الذي حضره من الأمانة نائب مدير المدينة للتنمية المجتمعية حاتم الهملان، والمديرة التنفيذية لمديرية الثقافة نانسي أبو حيانه، ومديرة الدائرة الثقافية شيما التل، أعلن عضو لجنة التحكيم الشاعر عليان العدوان الفائزين في مجال الشعر الفصيح، وهم: محمد تركي العجارمة بالمركز الأول عن قصيدته(الوصول)، ووردة الكتوت في المركز الثاني عن قصيدتها(رحلة)، وأحمد شطناوي بالمركز الثالث عن قصيدته (العيسوبة).

وفي مجال أفضل ثلاثة دواوين، فاز صيام المواجدة عن ديوانه (ظلال الرحيل)، و علي الفاعوري عن ديوانه(آيل للصعود)، و قيس قوقزة عن ديوانه(أجنحة الضوء).

كما فاز في مجال الشعر النبطي صالح الهقيش بالمركز الأول عن قصيدة(كعب أخيل)، وطارق الهقيش بالمركز الثاني عن قصيدة(شقوق السوالف)، وفي المركز الثالث فاز وضاح الكايد عن قصيدة( شكوى صبور)، ومنى العدوان بالمركز الرابع عن قصيدة(هذا قراري)، وفارس الغويري بالمركز الخامس عن قصيدته(جروح الأمل).

وفي الحفل، الذي اشتمل على فيلم عن الشاعر حبيب الزيودي ومشواره مع الإبداع، وقراءات للشعراء الفائزين، ألقت الشاعرة الدكتورة مها العتوم كلمة لجنة التحكيم، التي عبرّت فيها عن الشكر الجزيل لأمانة عمان، ممثلةً بأمينها الحريص على الثقافة والشعر، لإيمانه العميق بأنّ الشعر ليس ديوان العرب حسب، لكنّه التاريخ أيضاً ونبوءة المستقبل، ولذلك أولت الجائزة أهمية كبرى للشعراء الشباب دون الأربعين، وأخذت بعين الاعتبار أنّهم قد لا يملكون كتباً ودواوين، ولكنّهم يملكون أصواتاً تريد من يلتقطها قبل أن تتبدد ويجاوبها الصدى، مؤكّدةً أنّ المؤسسة الثقافيّة هي المعنيّة بالتقاط هذه الأصوات والعناية بها، وتوجيهها والارتقاء بها، بل وفي صقلها وتلميعها عبر أدوات التلميع الحديثة من إعلام وسواه.

وقالت العتوم إنّ اللجنة خصصت للتجارب المكتملة جزءاً من الجائزة، وجعلتها تحت بند الدواوين دون تحديد العمر، مقترحةً أنّ التحديد والتخصيص في المستقبل يكون أهمّ وأجدى.

وتحدثت الدكتورة العتوم، في الحفل الذي أدارته الأديبة زهرية الصعوب، عن آلية تحكيم الجائزة، مبيّنةً أنّ اللجنة اتبعت أقصى درجات النزاهة التي هي واجب عليها، وليست فضلا ولا منة، وقالت: لكن لا بد من القول إن أسماء المتسابقين والمتسابقات في مسابقات القصائد في الفصيح وفي النبطي، كانت غير ظاهرة لنا، وتفاجأنا بها بعد أن حددنا الفائزين والفائزات، وسعدنا بأن من فاز كان من يستحق فقط، مع أن هناك الكثيرين ممن استحقوا ولم يفوزوا، وسعدنا كذلك أن جوائز القصائد قدمت مواهب حقيقية، بعضها أخذ فرصته، وبعضها الآخر لم ينل ما يستحق من الظهور والحضور، ونأمل أن تكون الجائزة درجة في سلم الشعر الطويل الذي يصل إلى السماء ويعنى ويعاني في سبيل اصطياد نجمة أو قمر، فأن تكون شاعرا يعني أن تتكبد المشقة في اختيار الطريق الوعرة وأن تواصل السعي صعودا دون كلل ولا ملل.

وعن الدواوين الفائزة، قالت العتوم: أما الدواوين، وعلى الرغم من معرفتنا بالأسماء، معرفة لصيقة في كثير من الأحيان، إذ كان أصحاب الدواوين وصاحبات الدواوين أصدقاء لبعضنا وربما لنا كلنا، ومع ذلك قبضنا على جمرة الحق والتزمنا بما تعاهدنا به وما عاهدنا الله عليه، ووقعنا في حيص بيص في كثير من الأحيان لولا أننا أجرينا إجراءات عديدة في التصفيات لاختيار ثلاثة دواوين لتفوز، ونحينا الدواوين الأخرى، وهذه مشقة أخرى أن تقرأ الشعر وأن تنصفه، خاصة أن معظمنا يرتكب الشعر، ويعرف أي صعوبة في الحكم عليه. ونحن في النهاية بشر نصيب ونخطئ، وما نستطيع أكثر من تحري العدالة والنزاهة فيما وُكّلنا في القيام به.

وأعربت الدكتورة العتوم عن تهنئتها وأعضاء اللجنة، المكوّنة منها ومن الشاعر عليان العدوان والدكتور حكمت النوايسة، والدكتور حسن المجالي، والدكتور راشد عيسى، عن تهنئتها الفائزين والفائزات بهذه الجائزة العالية باسم الشاعر الكبير المرحوم حبيب الزيودي: الذي نتمنى أن يظل اسمه منارة للشعر ومحبة الوطن والتقاط الجمال والعناية بالحب وبالخير، ونتمنى أن يكون هذا الفوز لكل من فاز دافعا للصعود أعلى فأعلى، وسبباً إضافياً للشعور بالمسؤولية اتجاه الشعر ورسالته الخالدة. كما حيّت العتوم كل من تقدم ومن لم يفز، مؤمناً بالشعر لا بالجوائز، مشيدةً بجهود مديرة الدائرة الثقافية في أمانة عمان ممثلة الأديبة والمثقفة شيماء التل، لاحترامها قرارات لجنة التحكيم وآلية عملها.

وحول صاحب الجائزة المبدع الشاعر حبيب الزيودي، قالت العتوم: نحن هنا اليوم وفي هذا الوقت من السنة على عتبات تشرين الزمن الغائم المحمّل بالسحب والأحلام ووعود المطر القادم، هذا الزمن الذي أحبه الشاعر المرحوم حبيب الزيودي، وغنى له، وتغنى به، وللمفارقة أن روحه فارقت جسده فيه كذلك.

وأضافت: في حضرة الشعر، وفي رهافة موسيقاه التي تحف بالفوضى وتهذبها، وتنظم الحرية في سلاسة الإيقاع فتصنع منها أفقا وفضاء، وتمزج الغناء بالبكاء في لذة اللغة وصياغة الجمال. في بيت العربية المقدس نجتمع اليوم، وفي إحياء ذكرى شاعر كبير وعزيز على كل واحد منا، القريب منه بمقدار رسالة كان يتبادلها معه في حياته، والبعيد بمقدار رسالته الخالدة لكل واحد منا: صباح الخير يا عمان، يا حنة على حنة مساء الخير يا عمان، ومساء الخير يا روح حبيب الزيودي التي ترفرف حولنا وداخلنا، ومساء الجمال. (الرأي )