من يقرع جرس كنيسة الرفيد ؟

كنانة نيوز – بكر عبيدات

تشكل حادثة وقعت تفاصيلها وأحداثها في مطلع القرن الحادي والعشرين حينما اعترض احد المطارنة الذين اخذوا جرس كنيسة في الحي الشرقي منطقة الرفيد التابعة لبلدية الكفارات في لواء بني كنانة , واعاده الى حضن الكنيسة ليعود ليقرع كما المعتاد , حالة من المحبة والتعاون والتعاضد والإخوة فيما بين المسلمين والمسحيين على إمتداد خارطة الوطن من شماله لجنوبه ,وصورة معبرةعن الإخاء والعيش الآمن والتعايش المشترك الذي يجمع الأردنيين من مختلف مشاربهم وأماكن سكناهم .

ولعل حادثة إستعادة جرس كنيسة الرفيد التي حدثت في مطلع القرن الحادي و العشرين حيث قام أحد المسؤولين في الكنيسة بأخذ جرس الكنيسة الموجودة في المنطقة سالف الاشارة اليها , وأن هذا الأمر حدث ذلك أمام بعض رجال البلدة دون أن يتدخل أحد بالأمر احتراما و تقديرا للمطران و صحبه , فهو صاحب الأمر و النهي , و هو صاحب الولاية الدينية على تلك الكنيسة .

وحدث وأن وصل الخبر الى مسامع الحاج المرحوم يوسف القفطان العبيدات – أبو معن – والمعروف بنباهته و فطنته و حبه و كرهه للغُبن , فاعترض طريق المطران على مدخل الرفيد بجانب بيت المرحوم سليمان الكايد و طلب منه إعادة الجرس الى مكانه , لكن المطران رفض ذلك و قال لأبي معن : انا المطران جورج المر و صاحب القرار في نقل جرس الكنيسة, فأجابه أبو معن : و أنا يوسف المـــــــــــر و صاحب القرار بإعادة الجرس الى مكانه في كنيستنا , فقد كنت أدقه و أنا طفل صغير و كنت أخشع على صوت رناته و هو إرث وطني و جزء منّا .

وقد رفض المطران ذلك , فهدّده الحاج يوسف القفطان بالشكوى لدى المحكمة , الا أن المطران لم يكترث للتهديدات من قبل ابا معن العبيدات , و تابع مسيره نحو مدينة مادبا ,وبعدها تقدم أبو معن لدى المحكمة بشكوى موضوعها السرقة , فتم التعميم على المطران و صدرت بحقه مذكرة جلب , حاول الكثير من الأصدقاء و الأقارب التوسط لإسقاط الدعوى على أن يعود الجرس الى مكانه , لكن المشتكي رفض ذلك .

وبعد ذلك ؛ مَثُل المُشتكى عليه – المطران – أمام القاضي أبو عيد و معه الجرس , وعندها طلب القاضي من أبي معن أن يوقع على استلام الجرس , رفض أبو معن أن يوقع قائلا للقاضي : هناك شيء أخر , سأله القاضي : و ماذا بعد ؟ فقال : هناك الصليب ياسيدي القاضي , فاستشاط المطران غضبا و قال : يا أخي انت بدك تصلي بالكنيسة ؟ ثم تعهد المطران بإعادة الصليب في اليوم التالي لأنه بقي في السيارة التي نقلت الجرس في اليوم السابق , و بعد أن وقّع المطران على التعهد بإعادة الصليب , قال القاضي لأبي معن : أه يا سيد يوسف هل بقي شيء آخر ؟ قال يوسف : نعم .. بقي الحبل يا سيدي القاضي . عندها أخرج القاضي من جيبه عشرة دنانير و قال :هذه ثمن حبل اذهب و اشتريه .

وخرج الجميع من قاعة المحكمة , فقابلهم على بابها خوري و معه عدد من رجال الدين المسيحي الذين سمعوا بالخبر , عانقوا أبا معن مشيدين بموقفه شاكرين له و لعشيرته حرصه و حبه و غيرته على كنيسة الرفيد التي حظيت بعدها باهتمام بالغ و صيانة بأمر من بابا الفاتيكان .