واحة الأزرق المائية سحر الطبيعة وسط الصحراء

كنانه نيوز –

وسط الصحراء الشرقية , حيث الارتفاع الكبير على درجات الحرارة صيفا وإخفاضها فصل الشتاء , تربض بكل أنفة وكبرياء وعزة محمية الازرق المائية , وتشكل البرك والمستنقعات المائية مساحات كبيرة منها , لتضفي للمكان ألقا على الق وجمالا على جمال , وتعتبر إحدى المحميات المدرجة ضمن الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية في الأردن , وهي أولى محميات الاراضي الرطبة ضمن إتفاقية رامسار الدولي في الاردن بصورة خاصة وفي المنطقة بصورة عامة .

” كنانه نيوز ” القت الضوء على هذه المحمية المائية التي تعد واحدة من اجمل المحميات الاردنية , والتي تشكل واحة امن واستقرار في المنطقة الصحرواية الشرقية , والتي تحتوي على النوع الوحيد الفقاري المستوطن بالواحة وما يعرف ب” السمك السرحاني , وتعدي محطة استراتيجية للطيو المهاجرة بين اوروبا وآسيا وافريقيا

وبين مديرها الأستاذ حازم الحريشة بان مساحة المحمية التي تأسست في عام 1978 حوالي 74 كم مربع , وقد إنضمت المحمية في عام ٢٠١٨ إلى القائمة الخضراء التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة , وانها تمكنت من تجاوز تحديات عديدة واجهتها خلال مسيرتها التي امتدت على عشرات السنوات , ولعل من ابرزها : جفاف الينابيع الرئيسة فيها بسبب الاساءة والافراط في استخدامات المياه من حوض الازرق , الى جانب الضخ الجائر للمياه من واجة الازرق الى المدن والتجمعات السكانية المجاورة , الى جانب حفر آبار ارتوازية وجوفية بصورة غير قانونية , مما ادى الى تناقص مستمر في مستوى مياه الحوض

وأوضح الحريشة بانه وفيالعام 1981 بدأ مستوى الماء بالهبوط , وقد وصل لمستويات متدنية جداً في العام 1993، وأسفرت هذه المستويات المرتفعة من استخراج المياه عن استنزاف الواحة الطبيعية بشدة الأمر الذي أدى إلى جفاف مساحات واسعة من الأراضي الرطبة , وفي العام1992 جفت الينابيع الرئيسية التي كانت تغذي الأراضي الرطبة ووصل عمق المياه لأثني عشر متراً تحت سطح الأرض.

ولفت الحريشة الى ان الجسم المائي الذي كان يوماً نظاماً بيئياً مزدهراً تضاءل حتى وصل إلى ما نسبته 0.04% مما كان عليه في السابق وظهرت آثار ذلك على شكل نقصان أعداد الطيور التي تتوقف في الأزرق خلال هجرتها. قبل الضخ الجائر للمياه في الثمانينات كانت واحة الأزرق جوهرة زرقاء لامعة في قلب الصحراء، تجتذب ما يقارب المليون طائر مهاجر في وقت واحد حيث إنها تقع على واحد من أهم مسارات هجرة الطيور، وبحلول العام 1993 وبسبب الضخ الهائل للمياه لم يعد هناك أي مياه سطحية في الواحة وتدمرت القيمة البيئية للواحة فعلياً.

وزاد الحريشة بانه في العام في العام 1994 وبدعم دولي بدأت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عملية إنقاذ للواحة ونجحت في استعادة جزء مهم من الأرض الرطبة، وقد نجحت الجهود برفع نسبة المياه إلى 10 بالمائة.

وأنه و بفضل جهود الجمعية الملكية لحماية الطبيعة فقد تم اعادة العديد من الطيور التي من أجلها تم إعادة تأهيل الواحة التي اليها بدأت الحياة تعود، وحتى يستمتع الزوار بمشاهدة الطيور في المحمية تم بناء ممرات خاصة ومرافق مراقبة الطيور.

تعتبر محمية الأزرق المائية غنية بالتنوع الحيوي، حيث تحوي بجانب السمك السرحاني، ثلثي تسجيلات أنواع الطيور في الأردن بواقع ٣٥٠ نوعاً من الطيور المهاجرة والمقيمة. كما يتواجد أكثر من ١٣٣ نوعاً من النباتات كما أن هناك ما يزيد على ١٦٣ نوعاً من اللافقاريات و١٨ نوعاُ من الثدييات و١١ نوعاً من الزواحف و١٥ نوعاً من الرعاشات (يعسوبيات) ونوعين من البرمائيات