مدفع رمضان إربد ..صَمت بعد حَياة..فمن يعيد صوته ؟!

كنانه نيوز –

لم يَعُد ابناء مدينة اربد يسمعون صوت مدفع رمضان الذي كانوا يسمعونه على امتداد سنوات طويلة مضت , مع مغيب شمس كل يوم من شهر رمضان المبارك , إيذانا بموعد الافطار , وهذا المدفع كان موجودا على تل اربد , وهي المنطقة المطلة على اغلب مناطق اربد , لتبتل عروق الصائمين ويثبت أجرهم بإذن ربهم ,  و مع آذان الفجر معلنا إمساكية يوم جديد من أيام الشهر الفضيل. وإستمر  هذا الطقس الرمضاني جزءا أساسيا من طقوس الشهر الفضيل لعقود وعقود طويلة حتى غيب هذا الطقس قسرا لأسباب لوجستية بحتة.

وفي بداية شهر رمضان من  كل عام يكرر سكان وسط مدينة اربد والأحياء القريبة من وسط المدينة استهجانهم استمرار غياب مدفع رمضان خلال السنوات الماضية رغم مطالبتهم بإعادته كما في السابق  و المتغيب في رمضان الحالي.
ومع إطلالة الشهر الفضيل ناشد  مواطنون في مدينة اربد رئيس بلديتها إعادة مدفع رمضان الذي تربع على تل اربد القديم لعقود طويلة ليعود تقليدا كما كان وجزءا من طقوس الشهر الفضيل  افتقده أبناء المدينة منذ سنوات.
ويتطلع المواطنون بشوق ولهفه لسماع صوت مدفع رمضان في مدينتهم التي مازالت تعاند الزمن لتحافظ على كثير من معالم ذاكرتها بحفاظها على أماكن وطقوس محددة كجزء من تميزها وهويتها.
وناشدوا القوات المسلحة ملاذهم الدائم بتفعيل تبرعها قبل أعوام بمدفع وكادر يقوم على إعداد وتجهيز المدفع وإطلاقه مع آذان المغرب والفجر إذ ليس من المعقول منذ وفات المشرف على إطلاق مدفع رمضان لمدة حوالي اربعين عاما المرحوم علي شاهين أن يغيب هذا الطقس الجميل مع غياب الرجل الذي أحب مدفع رمضان وأحبه المدفع فغاب مع غيابه.
ولا زالت ذاكرة الكثيرين تختزن كثيرا من الصور عندما كان الأهالي يأخذون أطفالهم لمشاهدة عملية إطلاق المدفع فيجتمع قبيل آذان المغرب العشرات من الأسر مع أطفالها ليشكلوا كرنفالا جميلا يكون هذا التجمع وسيلة من وسائل تواصل الناس والاطمئنان عن بعضهم بعضا.
وعلى ذات السياق , لا زال الإربديون يتذكرون بفرح ممزوج بالامل  نزول عشرات الأطفال من على تل اربد ركضا الى منازلهم بعد عملية إطلاق المدفع مع صوت آذان المغرب  ليستمتعوا بوجبة إفطار أعدت بعناية تامة وحب جم كما استمتعوا بمشاهدة تجهيز المدفع وإطلاقه متسائلين لماذا نحرم أبناءنا هذه المتعة والطقس الجميل.
ويتداعى بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لإقامة إفطار جماعي في المكان الذي كان يطلق منه المدفع على تل اربد ليستعيدوا ذكريات الزمن الجميل , ولعل في هذه السطور  دعوة للمسؤولين في المدينة لضرورة العمل على إحياء هذا الطقس الجميل الذي لا يكلفهم سوى جدية في اتخاذ القرار بعد عملية تنسيق بين الجهات ذات العلاقة. والآمال ما زالت معقودة ان تقوم هذه الجهات بمخاطبة القوات المسلحة لتزويد المدينة بمدفع مراسم يعيد للمدينة جزءا من ذاكرتها وهويتها.

وبقي القول بان مدفع رمضان اربد ,إختزل العديد من المعاني ,من بينها : أنه حول الصورة الذهنية عن المدافع بانها اداة دمار الى اداة سلام , على صوتها ,,يطمئن المسلمون ليتناولوا اكلهم وشربهم بعد يوم مضنٍ وتعب ..فمن يعيد لشرايينه الدماء ,,,؟!