الأخ الاكبر الدور والمكانة ! / كاظم الكفيري
الأخ الاكبر الدور والمكانة !
كاظم الكفيري
شهدت الأسرة العربية ذات النزعة المحافظة مكانة لـ ” الأخ الأكبر”، سواء كان أخاً أو أختاً، منشأها الدور والوظيفة الاجتماعيتين اللتين اكستبها بحكم تراتبية الهرم الأسري، وقد كان الأكاديمي المرحوم هشام شرابي قد أسهب في الحديث عن الدور الأبوي في الثقافة العربية، اعتماداً على دوره في الأسرة، وهكذا قد يشغل الأخ الأكبر الدور الأبوي نتيجة التعاقد الضمني الاجتماعي على وظيفته كوصيف للأب وخصوصاً اذا كان ذكراً، واعتماداً على علاقة الإعالة في الأسرة التي تفرض عليه أن يعمل لتأمين مصاريف الأسرة في حالة غياب الأب، بسبب السفر أو الوفاة، كما حدث في عقود ماضية طويلة.
في الثقافة العربية تشيع كنى الرجال بأسماء أبنائهم البكر من الذكور عموماً، ويقال أبو فلان، بأسم أبنه الأكبر من الذكور، وغالباً ما تؤول الوجاهة والمكانة الإجتماعية للأب إليه، ويرث من بعده المكانة التي كان يشغلها في الأسرة،
وفي التاريخ القريب كان الأخ الأكبر يتزوج من أرملة أخيه أو عمه لتربية الابناء ورعاية الأيتام والحفاظ على تماسك الأسرة ولربما خشية ان تذهب المواريث التي ترثها الأرملة الى زوج خارج محيط القرابة، وفي حالات كثيرة كان هذا يُفرض على طرفي العلاقة الزواجية في هذه الحالة فرضاً.
نتجت مكانة الأخ الأكبر في الأسرة عن اكتساب تجربة والده ومرافقته إياه في أعماله، زراعية أم تجارية أم مهنية، و مشاركته لأبيه في اتخاذ القرارات أو تنفيذها، وهو المرسال الذي يرسله الوالد الى عندما يحتاج ارسال رسالة الى من له علاقة به.
والاخ الاكبر كان له الدور ايضا في ضبط السلوك , فكل اخوته واخوانة يتباهون به كمباهاتهم بوالدهم، وقد يعاقبهم . وفي الاسرة الممتدة يتباهى به أبناء أخوته وله احترام خاص في الأسرة حيث ان احترامه من إحترام والدهم واحترام انفسهم، وربما من الوظائق المتوقعة بجكم المكانة التي يشغلها الأخ الأكبر هي حل المشكلات ومواجهة بعض الظواهر السلبية كالمخدرات وغيرها وتوجيه أفراد الأسرة وتسخير امكانياته لهم.
أعتقد أن التغيرات الاجتماعية التي افضت اليها مجموعة عوامل تتعلق بطبيعة الأسرة وتحولها إلى الأسرة النواة والأوضاع الاقتصادية وعوامل تتعلق بالعمل والسفر أفضت بدورها إلى تغير في الادوار والمكانات، في الأسرة وفي المجتمع. ودور الأخ الأكبر تراجع وسيتراجع بسبب تنازع مصادر التنشئة الاجتماعية على الأسر.