يوميات سالم ح 30 الأخيرة /أكرم الزعبي

يوميات سالم
ج ٣ – ح ٣٠ الأخيرة
أكرم الزعبي
ـــــــــ ـــــــــ
لم أستطع النوم ليلة أمس وأنا أفكّر في الحلقة الأخيرة لسالم، لمّا اصطدت الفكرة كان الليل قد شارف على الانتهاء، قلت لنفسي أكتبها عندما أصحو، لكنّ سالم أتاني في المنام غاضبًا ومعاتبًا :

– يا زلمه انت ما بتخاف الله؟؟

ضحكت وقلت :

– أنا اللي ما بخاف الله؟؟

– آه انت، ما بكفّي تسعه وعشرين حلقة ما خلّيت فيهن علي ثياب الستر، وكمان بدّك بالحلقة الأخيرة تجيبلي الكورونا، يا رجل الشغلة بدها مخافة الله.

– والله يا سالم اللي بحكي عن مخافة الله لازم يكون هو بالأول يخاف الله.

– ليش يا حبيبي؟؟ أنا شو عملت؟؟

– بتعرف؟؟ أنا مستغرب من بجاحتك، يا أخي كل اللي عملته وبتعمله وبعدك بتواقح؟؟

– خيّوه…. انت بتضحك على مين؟؟ أكم مرّة طلبوا منّك الناس تكتب عني حلقة وحدة تذكرني فيها بالخير؟؟

– كثير، بس لو ذكرتك بالخير مرة ما بتصير سالم.

يضحك سالم وتنفرج اسارير وجهه وهو يقول :

– بهاي معك حق، لكن يا حبيبي سالم اللي مش عاجبك عايش جواتك غصب عنك، أكم مرّة كتبت عنّي وكنت تقصد حالك؟؟ مفكّر حالك شاطر والقرّاء ما رح يكشفوك؟؟ غلطان يا حبيبي غلطان.

– ليش هو أنا أنكرت إنه جزء كبير من شخصيتك السيئة والسلبية مش جواتي؟؟ مش بس هيك، برضه كثير من القرّاء انت مستلبس قسم كبير من شخصياتهم.

– وما دام انك عارف إني جوّاتك وجوا معظم المجتمع، ليش الفضايح من أساسه.

– أيواااا، هون مربط الفرس، أنا لمّا بلّشت أكتب عنّك كان هدفي تتغير جواتي وجوّات الناس.

يضحك سالم حد القهقهه، ثم يقول :

– يزم انت بتضحك علي ولّا على حالك، ولا واحد تغيّر، بتعرف ليش؟؟

– ليش؟؟

– لأنه كل واحد فيكو بشوف سالم بغيره بس صعب يشوف سالم بحاله.

– لا يا صاحبي، أنا بحاول أعدّل سلوكي من خلالك.

– كلّه إلا انت، انت الوحيد اللي إذا تعدّلت أنا بنتهي، بتعرف يوم ما قرّرت إنك تبطّل تكتب عني؟؟

– آه؟؟

– تضايقت كثير.

– ليش ان شالله؟؟

– لأني بستمتع والناس بتقرأ عني وبشوفوني بغيرهم وانا متخبّي جواتهم.

– لأنك منافق وبألف وجه.

يضحك سالم ضحكة عالية جدًا ويقول :

– لقد وقعت في الفخ يا صديقي.

– أي فخ؟؟

– خلّيتك تكتب عن حالك وانا طلعت من الحلقة الأخيرة سالم.

– غلطان، وحياتك إلّا أبلّغ عنّك إنّك مخالط وتقعدلك اربعطعشر يوم حجر بالمستشفى.

– شفت كيف طلّعت حالي اليوم من خباثتك، الكل الآن بقرأ الحلقة وبحكي إنه انت الآن سالم مش أنا.

أضحك وأنا أقول له :

– أنا بعرف اني الآن نايم وبحلم، لكن بتشوف لمّا أصحى كيف رح أطلعك نذل بالحلقة الأخيرة.

– نطة وفاتتك يا حبيبي، انت مفكّر حالك نايم، بس سالم اللي جواتك (اللي هو أنا) كتب الحلقة ونشرها، كل عام وانت بخير، السنة الجاية إذا ظلّينا عايشين بنتقابل.

#بعدين_مع_سالم