على العرب في كل قرن صفقة! / كاظم الكفيري

على العرب في كل قرن صفقة!

كاظم الكفيري

لا حاجة للخوض في تاريخ العرب وما مرت فيه من أزمان غابرة، ولكن احاول قراءة بعض الشواهد التاريخية واسقاط مايجري والقياس عليها، فمن خلال قراءة ما واجه العرب من ظروف وتحديات وأطماع ساهم في انقساهم بين دويلات وأمصار ووطوائف وطرق وملل ونحل مما جعلهم في كل قرن وكل عدة عقود محل اطماع وتآمر واستهداف، صفقة بعد صفقة، وكل صفقة بمثابة الصفعة، فمن من أبا رغال الذي أرشد ابرهة لهدم الكعبة مقابل حفنة من المال الى ابن العلقمي وزير المستعصم بالله الذي كان له الدور الرئيسي في سقوط بغداد، وقد سقطت حديثا بذات السيناريو، مع فارق التاريخ والفعالين والشهود كذلك.

حتى لقد اشتركت فيه بعض الدول ولاقت ترحيب من مثقفين وكتاب ومؤسسات بحجة اسقاط الديكتاتورية واقامة حكم ديمقراطي يحظى العراقيين فيه بالحريات المدنية، وكذلك حادثة الملك الصالح وسقوط القدس بيد الصلبيين كان نتيجة صراعات حكام وتعاون مع الحملة الصليبية والقائد الناصر عندما حررها عمل الوحدة بين تلك الدويلات في الهدف والرؤى.

ويعتبر مؤتمر بال عام 1897 م والتي تمثلت في اطلاق صفقة القرن العشرين من خلال وعد بلفور الشهير واتفاق في مطلع نوفمبر 1917 و اتفاقية سايكس -بيكوا عام 1916 والقاضي بمنح الحركة الصهيونيه وطناً قوميا لليهود في فلسطين، كان قرن الشعارات والخطابات والويلات والمعارك الصوتيه وتغييب الامة عن تقرير مصيرها.

ولولا مستوى التخاذل والتنازل لما تجرأ الرئيس الامريكي باعلان صفقة احادية الجانب. والتي هي تطبيق لما كان يبشر فيه شمعون بيريز بشرق اوسط جديد تقود فيه (اسرائيل) المنطقة اقتصادياً ويتم انعاش اقتصادي ممول عربياً.

حيث ان اسرائيل تمنح حكما ذاتيا ولايرقى لذلك مقابل دولة اسرائيل والتى اعلنت قومية الدولة وهضم الاراضي الفلسطنية بمستوطنات، وكان قمة الافلاس اتفاقية اوسلو التي مهدت الطريق الى صفقة القرن بعد تمزق الواقع العربي واخطر ما في الصفقة اننا امام شرعنة الاحتلال والاغتصاب الصهيوني لفلسطين الذي يعتبر اقوى من كل القوانين والانظمة الدولية، والحركة الصهيونيه لا تأبه بكل القرارات الدوليه ولافي بيانات واجتماعات العرب.

واعتقد ان ما جاء في الصفقة المشؤومة هو عملياً معمول فيه سوى الاعلان الرسمي عن الانعاش الاقتصادي الذي هو لصالح (اسرائيل) ورفض الصفقة لا بد منه فعل وقول واعادة منظومة عربية للحماية والا سيكون السقوط في قادم الايام اسوء وكارثي واكبر حجماً بعد ما تم التضحية بسوريا والعراق وليبيا، والانقسام الفلسطيني الذي سهل طرح خطة امريكا دون الالتفات الى مطالب العرب سواء في حل الدولتين او الارض مقابل السلام ليصبح طرح ترامب السلام مقابل الاستسلام والقبول بالواقع وخلاصة القول فان على ظهر العرب تبرم في كل قرن صفقة وتتوالى الصفعات.