الوقاية قبل العلاج / راتب عبابنه

الوقاية قبل العلاج
راتب عبابنه

عند المرور على منشورات من ينشروا من خلال الفيس بوك وأنا أحدهم، يبدو لك واضحا حالة التشاؤم وغياب الأمل والتفاؤل بإمكانية التصحيح.

فتجد عدم الثقة مسيطرا على المشاعر وعدم الرضا هو الطابع العام لأحاديث الناس لفقدانهم ما يمكن أن يجعلهم متفائلين بمستقبل واعد.

وهذه الحالة التي يعيشها الأردني أشبه ما تكون بمرض مزمن عليك التعايش معه مع الإنتباه للمحظورات وعدم الإقتراب منها وما تأخذه من علاج لا يشفيك من المرض، بل لتسهيل العيش ومحاولة كي لا يفتك بك المرض، فتبقى متشبثا بالعلاج حتى تحين الساعة.

وحتى لا نمرض علينا بالوقاية ومنع أسباب المرض من أن لا تقترب منا. فهل مديروا شأننا حاولوا الوقوف عند أسباب الثقة المنعدمة وعدم الرضا العام والتشاؤم وهي سمات أصبحت تلازم الأردني؟؟

المواطن تم تحميله ما كان يفرض على الأوروبي في زمن الإقطاع أي كما نقول نحن “الفلاحين” بالسخرة أي إعمل وكل واشرب ولا يحق لك المطالبة بحق آخر.

فلا حل إلا أن تنقلب الحكومة على نفسها وتعدل مسارها المعوج أو أن ينقلب المجتمع عليها ليفرز قيادات ومسؤولين وإداريين من جلدته ومن وطنييه وغياراه ليقودوا دفة الإصلاح والتصحيح الحقيقيين.

لو عدنا للتاريخ القريب منه والبعيد لخلصنا أن الظلم والتعسف والتفرد والشمولية ودولة الرجل الواحد جميعها تنتهي عند انقلاب الشعب على ما هو سائد من غياب للعدل والتفرقة وهضم للحقوق وأبسطها إنسانية البشر والتعامل على أساسها.

لكن مازال بيننا من يتعامل بطريقة السيد والعبد وبعقلية إدارة المزرعة وهي الطريقة التي خلقت الخصومة وذهبت بعيدا بكل المثل والقيم التي يجب أن تتوفر بين الحاكم والمسؤول والشعب.