“الحكونجي” سهير جرادات

“الحكونجي”

سهير جرادات

إلى حد ما ، بدأت الأمور تتضح .. بعد أن وجد المخططون الاستراتيجيون

“مخرجا ” لهم لتفسير ما يدور من أحداث في بلدنا ، خاصة على “الرابع ” ، بأنه يعود إلى” صراع طبقي ” ، وكأنهم يقسمون بذلك البلد بين محافظات تثور، وعاصمة ينعم أهلها في سبات عميق ، غير مدركين أن الطبقية تمزق البلد وتفتته ،مشكلة أسوأ حالات الصراع ، لما تفرزه من نتائج لا تكون في مصلحة القيادات ..

ولاثبات نظرية ” الصراع الطبقي ” تمت الاستعانة بمجموعة من أصحاب السلطة والمال من العاصمة ، وعلى اختلاف اصولهم، حيث يشكل هؤلاء الذين يجمعون بين المال والسلطة 3 %من عدد سكان الأردن، إلا أنهم يستحوذون على 85 % من مناصب البلد وثرواته ، وتم عقد لقاءات معهم ؛ منها تم بالقرب من إشارة النسر ، وآخر بالقرب من مجمع رغدان ، إلى جانب تنسيق لقاءات على أعلى المستويات بين زوجات المسؤولين والسياسيين والاقتصاديين، اللواتي كن سببا في ايصال ازواجهن إلى السلطة من باب النسب والقربى ، حيث ثبت أن” شبكة النساء ” في الأردن أهم من الخبرة والمؤهلات.

واستكمالا لاثبات النظرية ، جرى استمالة بعض الأشخاص الذين شَغَلوا الناس

عبر بث رسائل إعلامية كشفت عن أسرار، وتفاصيل لقصص قديمة ، وأعطت اشارات لمجريات أحداث ما زالت مبهمة ومخفية ، وذلك من خلال انتهاج اسلوب ( الاحتواء الناعم ) معهم ، لتغيير مسارهم وأقوالهم وتوجهاتهم ، والعودة عن تصريحاتهم السابقة ، وإعادة النظر بمواقفهم وولاءاتهم.

هذه الخطوة أعادتنا إلى زمن ” حكواتي المقاهي ” ، الذي كان يخترع القصص ، ويطولها ويقصرها بمقدار الدفع من قبل الزبائن ، مع اختلاف بسيط ، هو أن ” حكواتي ” الأمس كان يذهب الناس إليه في المقاهي للاستماع لقصصه وحكاياته ، أما اليوم، و في ظل التطور التكنولوجي، أصبح ” الحكواتي “يأتي اليك أينما كنت ، ودون تكلفة مادية ، ينقل اليك الصورة المراد منه نقلها لك ، ويفسر لك الأمور كما يريد أسياده ، ويرجح الكفة لصالحهم ، في مخطط لفرض سيطرة من يحركونه .

بين ” الصراع الطبقي “، و” الحكونجي”، كان الشارع الأردني في نهاية الاسبوع على موعد مع خبر صادم ، مفاده :” إن الملك زار مدينة الحسين الطبية لاجراء فحوصات طبية دورية ” ، وهو الخبر الأول من نوعه في العهد الرابع من عمر المملكة، خاصة أن هذا الصرح فقد بريقه ، حيث لم يعد مرجعية لكبار الموظفين من رؤوساء الحكومات الذين يتلقون العلاج خارج البلدعلى نفقة الدولة، وكان آخرهم هاني الملقي رئيس الوزراء السابق ، وحتى كبارالمساجين لا يتلقون العلاج فيه ، بل يتم ارسالهم إلى لندن لتلقي العلاج كما حدث مع خالد شاهين .

هذا الخبر أعاد الشارع الأردني بالذاكرة إلى تلك الزيارة الشهيرة للراحل الحسين إلى هذا الصرح الطبي الاردني العسكري ، عندما نصحه الأطباء يومها بمتابعة وضعه الصحي في مستشفيات متخصصة في أميركا ، ليتملك الشارع الأردني الخوف بعد سماع هذا الخبر الغريب علينا والمقلق لنا، وخاصة بعد أن كان يكذب ما يسمعه من أخبار غير رسمية ، ليفتح باب التساؤل لدى المواطن الأردني : هل هو تمهيد لاعلان لاحق ؟!.

Jaradat63@yahoo.com