كاشف العيون / احمد حسن الزعبي

كاشف العيون /احمد حسن الزعبي
مقالة متخيلة:
بعد أن قرأت الحكومة الأردنية عن الجهاز الذي تستخدمه أجهزة التحقيق الروسية والمعروف بكاشف العيون الذي يكشف قابلية المسؤول للفساد وتلقي “الرشاوى” وبعد أن قامت لجنة التحقيق الروسية بالكشف عن أكثر 27000 جريمة فساد في روسيا ارتكبها موظفون ومسؤولون روس في العام الحالي ،قررت حكومتنا الموقّرة استيراد أكثر من ثلاثين جهازاً كاشف للعيون في عام 2019 ، سيما بعد أن فشلت في استرداد معظم الأموال المهدورة التي وردت في تقارير ديوان المحاسبة السابقة..
طريقة عمل الجهاز ” eye –tracking” بسيطة للغاية حيث يرسل الجهاز وميض أشعة تحت الحمراء في عين “بك تزهو المناصب” ثم يراقب ردّة فعله وتقلصات العين عند مكاشفته بالفساد أو جس نبضه بــ”النفس الخضراء” للرشوة ، وعندها يعطي الجهاز نتيجته أن الرجل حشم حقيقي ام من جماعة احنا “كبار البلد”..
وبالفعل أبدت الحكومة الأردنية اهتمامها بهذا الجهاز وخاطبت الشركة المصنعة لاستيراد العدد أعلاه وتوزيعه على الوزارات وإخضاع المؤسسات التابعة لهذه الوزارات إلى ” بُشعة العين”، كما قامت باقتطاع ثمن هذه الأجهزة من النفقات الرأسمالية الموجودة في موازنة 2019 ،و ملأت الشوارع بيافطات ذات جودة عالية كتلك التي أنفقت عليها عشرات الآلاف من “حقك تعرف” و”التحرش الجنسي” ، وبرزت عبارات “أوعدنا تفحص”…و”اسأل معاليه” مع شعار للعين الحمراء على يافطات فاخرة احتلت أعمدة انارة الطريق المؤدية إلى الدوار الرابع والعبدلي وأمام الهيئات المستقلة ، وشعر المواطن الأردني لأول مرة في تاريخه بجدية الحكومة بمكافحة الفساد..لكن كانت النتيجة بعد سنة من هذه الحملة كالتالي:
تقرير ديوان المحاسبة لعام 2020.
قام ديوان المحاسبة بجرد الموجودات المتاحة في مخازن الحكومة والسجلات الدفترية حيث تبين ما يلي:

أ‌) بعد التحقيق الميداني للدائرة المالية المعنية (…) وتدقيق كشوفات الحسابات تبين أن الأجهزة المشتراة أعلى من سعرها السوفي بعشرة أضعاف .

ب‌) بعد الجرد في مستودعات (….) تبين عدم وجود أي قطعة من الأجهزة المذكورة المسجلة على أنها مشتراة ،حيث فقدت تماماً كما فقدت طائرة رش المبيدات.
ج) يوصي ديوان المحاسبة بــ
1- إرسال المسؤول الأردني إلى روسيا لإجراء الفحص المذكور
2- قلع عين المسؤول الزايغة.

نسخة لرئاسة الوزراء
نسخة لمحلس النواب
نسخة لكرمة العلي

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com