سلب ونهب/ علي الشريف

 

سلب ونهب/ علي الشريف

لا يكاد يمر علينا الا ونسمع بقضية سلب ونهب على احدى المحلات التجارية او الصيدليات او الكازيات او حتى البنوك… تعددت الاماكن والسلب واحد؟
لا اعلم كيف وصلنا الى هذا الحد والذي اصبح مثار قلق للجميع وعلى كافة مستويات الدولة بدءا من الامن وانتهاءا بالشعب فالوضع اصبح شبه يومي ومثل كرة الثلج التي تتدحرج والغريب في الامر ان من يقوم بمثل هذه الامور شباب في عمر الورد حتى انهم لا يتقنون العمل وسرعان ما يلقى القبض عليهم.
ما الذي يحدث في الاردن الان فبعد ان راينا ما يقوم به البلطجية ومن ثم فارضي الخاوات على الناس وبعد ان سمعنا عن سرقة السيارات وحقائب السيدات تطورنا كثيرا كثيرا حتى اصبحنا نسطو وونهب في وضح النهار .
هل ثمة امر خلف هذا الشيء ..هل هو في حقيقة الامر الفقر الذيء بات يطرق كل البيوت.. ام هو وقت فراغ الشباب الذين احبوا ان يشغلوه بالاكشن ام هو الشعور بعدم العدالة الاجتماعية ام كما يقال عند البعض انه عملية منظمة تقاد من البعض لاحداث خلل في المجتمع.
كل ما استطيع ان افهمه ان غياب العدالة وشعور الشباب بالظلم بات يدفعهم لهذا الامر فالشاب الذي يبيع والديه ما يملكون ليدرس ويتخرج يجد نفسه عالة على اهله وهو ينتظر وظيفه ربما تاتيه بعد الممات بينما يشاهد بام عينه كيف توظف ابن فلان وابن علنتان براتب خيالي حتى قبل ان يتخرج..
والشاب الذي بنى احلاما كبيرة على شهادته بات يجد انه كان يبني قصورا في الهواء فحين يتوظف يجد ان راتبه لا يكفيه ثمن طعام فكيف سيبني بيتا واسره … لذا بات يبحث عن الحل الاسرع وهو اللجوء للسلب والنهب كاقصر الطرق لتحقيق ما يريد ولو بالمال الحرام ..
هو بات يسطو لان غيره سطى على حقه بالتعليم وهو بات ينهب لان غيره نهب حقه دون وجه حق بالوظيفه وهو بات ينهب لانه راى نفسه مديونا دون ان يستدين .. وهو بات يسطو وينهب لانه يسمع كل يوم ان هناك من يسطو وينهب ولا احد يحاسبه ولذا ربما يصبح قاتلا او لصا محترفا مع مرور الوقت فيجد ضالته
الساطون الناهبون لم يتعلموا بعد اصول النهب الحديث فهم لا زالوا يعتمدون على الاكشن ويقلدون الافلام الاجنبية بلثام وبندقية او فرد صوت يقتحمون ويسرقون ويهربون وفجاه يقعون بيد الشرطة.
بينما اصول النهب الحديث لا تعتمد على بندقية او لثام او فرد كل ما يحتاجه الشخص ان يرتدي بدلة انيقة ويكون له كرسيا مريحا ولسانا طليقا وصحافة تسحج له ليل نهار وتدافع عن خبراته وامانته ومكانته وبالتالي بعض الكتاب الذين يرمي اليهم من فتات نهبه فيحللون له ما يحرموننه على غيره.
للامانة قد وصلنا الحضيض واسفل السافلين بعد ان كنا شعب بعضه يخاف على بعضه اصبحنا شعب كله يسطو على كله.. فهل يعقل ان يتم السطو المسلح على بنوك في غمرة الذروة وكان اللص يقول انا هنا فتعالوا خذوني ..
هل يعقل ان نسمع كل يوم بمثل هذه القصص المستجدة ام انها قديمة ولكن مواقع التواصل التي وصف روادها بالزعران باتوا يكشفون كل شيء ويتناقلون كل شيء بكبسة زر.
لنكن صريحين كثيرا فبلدنا بحاجة الى تنظيفها من السلاح اولا ومن البلطجية ثانيا . ومن فارضي الخاوات ثالثا اضافة الى منع التعهد عند الحاكم الاداري ومنع وجود كل من له بعد عشائري بمركز امني في بلدته بل يجب نقله الى مكان ابعد حتى ننهي الواسطة والمحسوبية ونستطيع التعامل بالقانون الذي طالما التف البعض عليه نتيجة صلة قرابة او معرفة…
نحن نحتاج الى ردة فعل حقيقية تجاه ما يحدث فليس الامن ولامان على الحدود فقط انما هناك امن للناس لرزقهم وكرامتهم وحريتهم في التعبير وفي العمل ولحاجة اكبر للعدالة الاجتماعية لانه ليس من المعقول ان ينتهي حلم شاب بان يكون موظفا بينما يرى غيره وقد ماتت اجياله لا زال يكذب ولا زال ياخذ فرص غيره ولا زال يتقاضى بدل الراتب رواتب الواحد منها يكفي لتوظيف عشرة شباب.
ختاما .. كل الشكر لاجهزتنا الامنية وعلى راسها المخابرات العامة التي تتعامل مع كل هذه الاحداث بسرعة كبيرة وتلقي القبض على الفاعلين بزمن اعجازي يتيح لنا ان نشعر بالرحة .لكن الراحة الاكبر تاتي بالتعامل العنيف مع مثل البلطجية وفارضي الخاوات واصحاب القيود الخطيرة لان الوضع بات مثار للخوف ومثار للفوضى … نحن فقط نحتاج للحزم الاكبر وللعدل اكثر …نحتاج لان نفهم ان كل ما يدور حولنا الان يستهدفنا ..فهل نصحو