لا تمتحنوا الشعب/ راتب العبابنه

لا تمتحنوا الشعب/ راتب العبابنه

من تقاعدوا برتبة فريقI وفريق II ولواء وعميد وعقيد ومقدم هل هم من الطبقتين المعدمة والمتوسطة ولن يطالهم قانون الضريبة الجديد؟؟

هذا علما أن هناك عدد ضخم من هذه الرتب الذين خدموا وطنهم وأفنوا زهرة شبابهم في سلك العسكرية، فهل للدولة أن تسطو على رواتبهم أم عليها أن ترفع من رواتبهم حتى يبقوا سندا في الملمات؟؟

في الدول “المِسْعَدِة” المحاربون القدامى لهم التقدير والرعاية والحفاوة من حكوماتهم أكثر ممن هم في الخدمة.

بناءا على ذلك، لا أظنهم سيبقوا متفرجين وهم يروا رواتبهم تنخفض بدلا من أن تزداد تماشيا مع الظروف المعيشية البالغة الصعوبة. لذلك، على الحكومة أن تتحلى بنوع من الحصافة والحكمة والتعقل حتى نتجنب فوضى أراها كمراقب للشأن المحلي تتشكل على نار هادئة بحال تم إقرار قانون الضريبة مدار الحديث.

إذا مرر الشعب بالماضي ما تجنيتم به عليه لا يعني أنه سيمرر لكم كل ما يخطر بذهنكم من ضغوط وإجحاف. والتمرير لقراراتكم أيها الجباة دافعه ضرورة الإستقرار والحفاظ على الأمن وإدامة التهدئة.

لكن ذلك الصبر لا أظنه سيدوم إلى ما لا نهاية كما تتخيلون وتعتمدون على القياس.

لماذا؟؟ لقد أوصلتم الشعب لمرحلة الإنفجار، فلم يعد لديه طاقة ليتحمل ظلمكم وعبثكم وتخبطكم وعجزكم عن الإتيان بجديد تغيروا به صورتكم البشعة والمستنسخة من أبشع خلق الله.

إنكم تقودون الوطن نحو الهاوية وتزيدون من أعباء المواطنين حتى كفروا بكم وبسياساتكم. لم تتركوا للشعب أي خيار سوى أن يدوسكم.

تذكروا تشاوسيسكو(رومانيا) والقذافي ومبارك وصالح وبن علي وغيرهم من الطغاة الذين أذاقوا شعوبهم الويل.

المنطقة مقبلة على ما لا يسر فلا تكونوا السبب بزيادة الضغط واقتدوا بالصالحين والوطنيين ومن خدموا شعوبهم وبلدانهم. لقد مل الشعب منكم وسئم خطاياكم. من أي طينة أنتم؟؟ ألستم بشرا لديكم مشاعر كما لدى باقي البشر؟؟

ماذا صنعتم للوطن ليذكره التاريخ رصيدا بصحائفكم؟؟ كيف تغفو عيونكم وأنتم تعلمون يقينا أنكم غارقون بالظلم من أقدامكم حتى جباهكم. لا نطلب منكم أن تكونوا عمر الفاروق، ولكنكم تصرون أن تكونوا الحجاج.

حججكم واهية وتبريراتكم غير مقنعة وسياساتكم عاجزة عن فعل ما ينفع الناس وقراراتكم وقوانينكم سيف مسلط على رقاب البسطاء والفقراء، أما الفاسدون من محاسيبكم سرقوا ونهبوا وباعوا ولم تطالهم “عدالتكم”.

ماذا صنعتم من مشاريع إنتاجية تفتح فرصا للمعطلين؟؟ ماذا صنعتم لسد العجز؟؟ ماذا دهاكم ومن وضعكم على طريق اللجوء للإقتراض من بنك الإذلال والإستعباد؟؟ لقد أفلستم البلد وما زلتم ماضون بتماديكم وغيكم وكأنكم تديرون ملكية خاصة أشبه ما تكون بالإقطاع.

مخزون الشعب من الصبر قد نضب بفعلكم، فلا تتوقعوا منه إلا الإنتفاض إن لم يكن أكثر من ذلك. تحمل الشعب ما لم يتحمله أيوب. هناك بؤر وجيوب ملأى بمن ينتظر لحظة الإنقضاض، فلا تظنوا السكوت دائما يعني الرضى، ربما هدوء يسبق عاصفتكم. لا تثيروا العاصفة إن أردتم الخير للوطن وإذا كنتم تتعمدون إثارتها، تكونوا ذبحتم الوطن بعد أن أعييتموه تعبا وعوزا.

نسمع من الملك ما يسر خاطرنا ويوجهكم باتجاه وتتجهون لجهة أخرى. لقد تملكتنا الحيرة نلومكم أم نلوم الملك أم نلوم أنفسنا على السكوت، إذ أنتم من اختياره وليس للشعب دور باختياركم. والشعب يشكو لكن لا سامع له.

لا متابعة ولا رقابة ولا إجراء يخلق أملا عند الشعب ولا مكاشفة تريحه وتقنعه بأن غدا أفضل من اليوم. أما زلتم تظنون أن الشعب سيمرر لكم ما تقتلونه به؟؟

حمى الله الأردن .