كرت دعوة / بقلم مصطفى الشبول

كرت دعوة
بقلم : مصطفى الشبول
من يدقق الملاحظة في معظم بطاقات دعوة الأعراس التي تقام في صالات الأفراح تجد ملاحظة مكتوبة على الكرت بخط صغير ومن تحت تقول : يُمنع إحضار الأطفال الصغار، ولمن أراد التفنن بالكلام (يتفلسف) يكتب : نوماً هنيئاً لأطفالكم ، أما الأعراس التي تقام بالقرى والحارات والبيوت (الأعراس الشعبية) ، تكون الملاحظة المكتوبة على كرت الدعوة : يُمنع إطلاق العيارات النارية … لكن الواقع مختلف تماماً عن ما هو مكتوب ، فأعراس الصالات مليئة بالأطفال (فعلاً وين بدهم يروحوا بأولادهم الصغار) ، والأعراس المحلية المقامة بالحارات لا تتوقف عن إطلاق العيارات النارية ، والمشكلة أول من يطلق الرصاص أصحاب العرس يعني من كتب الملاحظة على كرت الدعوة …
اليوم وبعد انتشار الوباء و صدور أوامر الدفاع بخصوص عدم فتح بيوت العزاء واقتصار موضوع أخذ الخاطر و العزاء عند الدفن وعلى المقابر وعلى الهاتف وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، من أجل الحد من انتشار ذاك الوباء ، تجد هناك بعض المخالفات التي يجب الوقوف عليها ، فمثلاً وقبل عدة أيام يقول أحد الأشخاص : بأنه عندما توفى فلان من القرية وليس لي به أي صلة قرابة ، قمت بحضور الدفن وتقديم العزاء على المقبرة ، وكتابة تعزية على صفحات أبنائه في الفيس بوك ، لكن تفاجئت عندما صادفت أحد أبنائه بالسوق وطرح السلام عليه ، خاطبني معاتباً : ليش ما جيت عزّيتني بالبيت ، فلم استطيع الرد عليه إلا بقول : الله يرحم أبوك …
طيب مهو نفس الشخص اللي بده الناس تعزيه بالبيت كاتب منشور طويل عريض : نظراً لمرور البلاد بأوضاع صحية وللحد من انتشار وباء كورونا وحفاظاً على صحة الجميع يُقتصر تقديم العزاء في المقبرة وعلى الهاتف و على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة… أنداري شو قلبه … هذا صاير مثل اللي بكتب ممنوع إطلاق العيارات النارية بالعرس ومسدسه على جنبه..