الوحدة والانعزال ” الأسباب والحلول “/ هبــة عبابنة

الوحدة والانعزال ” الأسباب والحلول “
هبــة عبابنة
 
نعاصر اليوم إحدى أكبر المشكلات التي تفتقر حقها بالخوض فيها وفهمها والتعامل معها وكيفية حلها، مشكلة اجتماعية نفسية يمر بها الإنسان في إحدى مراحل حياته، كل شخص حسب ظروف معيشته.
 
الوحدة والانعزال عن رؤية الأشخاص والتعامل معهم سواء من قِبَل الأطفال الذين انغمسوا في العالم الرقميّ محاولين الابتعاد عن رؤية وسماع ما يدور بين الناس من الأخبار السياسية التي تُشعِر الشخص بالأسى والحزن أو الابتعاد عن بقيّة الأطفال بسبب المشاكل بين العائلات والنفور من البحث عن الأصدقاء بسبب التلوّث الفكريّ الذي يُهمّش عقول الأطفال حول عدم وجود صديق حقيقيّ في هذا الزمن فَيَجِد الأطفال أنَّ خير رفيق لهم هو الأجهزة الإلكترونية التي تبقيهم بعيدين عن التعايش مع أفراد المجتمع.
 
وحتى الكبار الذين يواجهون أعداداً أكبر من الناس بمختلف عقليّاتهم وأساليب تفكيرهم، ويضطرون للتعامل معهم في بعض الأحيان يولِّدُ لديهم شعور الرغبة بالانعزال عن العالم الخارجيّ مدةً من الزمن؛ لتصفية أذهانهم من مناوشات الحياة وصراعاتها، فيجد هذا الشخص نفسه في حالة عزلة عن البشر فيتعايش مع الوضع المريح بالنسبة له ناسياً أنَّه سيؤثر سلباً على حياته إذ استمرَّ على هذا الحال.
 
الكبار والصغار سيفتقرون لأسلوب مواجهة التحديات المختلفة؛ لِقِلَّة خبراتهم المعيشيّة مؤدياً إلى إحداث أضرار صحيّة واضطرابات نفسيّة حادة وإساءة في التعامل مع الغير، هذا يؤدي إلى عيش حياة معقدة مثيرة للاشمئزاز، وهنا يبدأ الشخص بالبحث عن حلول ناجعة للخروج من هذه الحياة البائسة، ولا يكون هناك مجالاً سوى أن يجد الطريقة الصحيحة التي تتمثل بإعادة التفكير في الموضوع ومحاولة إرجاع الثقة بالنفس من جديد ثم التعايش مع الحياة ومواجهتها أو أن يسير نحو طريق الهلاك كأن يفكر بالانتحار أو الهجرة للتخلص من هذا النمط المعيشيّ.
 
الوضع الماديّ السيء، عدم الثقة بالمظهر الخارجي، الافتقار لأسلوب الحوار أو ضعف الشخصية وتسلط البعض على الفرد، كلها أسباب تؤدي إلى تجنب الخوض مع الآخرين بسبب الخوف الناجم عن عدم معرفة الرد أو المشاركة والتفاعل وعدم استخدام الذكاء الاجتماعي في أحد الحوارات المتداولة.
 
وتجنباً للبحث عن أسباب للتخلص من هذا المرض النفسيّ يجب علينا تحدي الأسباب المؤدية إليه قبل الوقوع في الفخ، التحلي بالثقة والتمسك بالعبادات، الحنكة والفطنة والحذر عند الكلام وعدم الخوض فيما لا نعرف ، جميعها حلول، حتى لا نصل إلى مرحلة العزلة والانطواء على النفس،والشخص الذي تغلَّبَت عليه هذه الحياة وأصيب بهذه الحالة يجب عليه أن يبدأ بالتفكير الإيجابيّ نحو الحياة ونحو وجود شيء ما خُلِق ليفعله، ثم عليه أن يُعاود أَدراجَهُ وينطلق في الدرب الصحيح مرة أخرى كما كان سابقًا، وأن يتعلم عدم الرجوع الى ذات الخطأ .