تدبر الأسماء الحسنى / وليد علي الجراح

تدبر الأسماء الحسنى
وليد علي الجراح
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم “إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة”.
ويكون الإحصاء بالحفظ والتدبر والتعقل والفهم الصحيح لمعانيها، والعمل بمقتضى ذلك؛ لما فيه من الخير العظيم والراحة النفسية والتي تفكك ارتباطك بالحياة الدنيا ويزيد من عظيم ارتباطك بالحياة الآخرة،
فالسؤال هنا : لماذا نخشى المرض والجوع والفقر والناس؟!
لماذا نخشى فقدان الولد أو الوظيفة
ونحن نؤمن أنها كلها بيد الله؟!
أليس هذا الخوف من الشيطان مضداقًا لقوله عز وجل (( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]
فالشيطان يخوف أولياءه ويملي لهم ويمني بنفس الوقت بالأمل بالحياة الرغيدة وطول البقاء كما في قوله جل وعلا : ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) وهذا إخبار عن الواقع ؛ لأن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة؛ فيعيش الانسان جبانا خائفا ظنًا منع بالسلامة والعمر الطويل مخدوعا بذلك .
فكيف لنا أن نخشى غير الله ونحن نقرأ تدبرا وتعقلا ، فهما وحفظا؟!
إن الله هو القوي العظيم المانع المعطي المعز المذل العزيز الجبار
كيف لنا بعد ذلك أن نخاف ونخشى غيره؟!
أليس المؤمن القوي باعتقاده وتوكله على الله خير من المؤمن الضعيف الواهن الخائف المرتجف؟
ألم نتورث من الجيل القديم ” امشِ الحيط الحيط وقول يارب الستر “
وقولهم: “حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس”.
أين العقيدة المتينة والعروة الوثقى والثقة بالله عند تدبر حديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “يا ابن آدم لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشي قد كتبه الله عليك، ولو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك رفعت الاقلام وجفت الصحف”.
فنجد لن ولن للاستحالة،
ونجد “رفعت الاقلام ” فلا إضافة
و”جفت الصحف “فلا شطب أو تعديل.
إذن :نحن نعيش حياة مرسومة المعالم و التفاصيل بأيدينا ،فلنتوكل على الله الحي الذي لا يموت .
ولنعلم حقا ويقينا أنه بقولنا :”حسبي الله ونعم الوكيل” أننا رفعنا الأمر من الأرض للسماء وبقولنا “لا حول ولا قوة الا بالله” اعتراف بضعفنا وعظيم قدرة الله.
رفعت الأقلام وجفت الصحف.