زمن الانتخابات زمن الإيمان بغرانيق العشيرة العلى / فهمي العبدالعزيز الزعبي 

زمن الانتخابات زمن الإيمان بغرانيق العشيرة العلى

فهمي العبدالعزيز الزعبي
يا لزمن الإنتخابات الفاجعة، زمن بشاعة الكذب، والنفاق، والدجل، واللعب والنط على الحيطان، والإنتفاع والحيل، زمن “الماطقة” و”الحبحبة” حتى تتلون الخدود بالحمرة، زمن اختلاط العلم بالأمية، والوعي بالجهل، زمن تحالف رجال الدين والعلمانية والقومجية واليسارية وحملة “الكراتين” الجامعية، زمن تحالف القادة العظام والرعاع العوام، زمن التنكر والإنكار لعلاقات الجيرة والصداقة والنسب والمصاهرة، فتستبعد قرابة أبناء الأخت والعمة بحكم زواجهن الخارجي في عشيرة غريبة، والتحلل من قرابة الخؤولة طالما أن الأم ليست من صلب غرنوق العشيرة، بل وحتى إنكارها إن بقيت على دين عشيرتها الأولى، زمن بات فيه الحقد والكراهية والثأر هو الرضعة الأولى للأجيال الحاضرة، لتبقى الذاكرة غائبة مغيبة، تضخ العتمة والتجهيل والتضليل في أجيالها الحية، فتبقى ساكنة في كهوف حجرية متحجرة، كما الذئاب والضباع تنتظر اقتناص الشلية العابرة..؟!
يا لزمن لم يغيره دين مضى عليه أكثر من (1400) عاما، فبقي دين العشيرة هو الأعلى، والعبادات شكلية؛ رياضة سجود وركوع لم تعد تنهى عن المنكر والفحشاء العشائرية، زمن الطواف حول “طواطم” الأسلاف العليا، والسعي بين ماضي هوشات البيادر وبين حاضر البلدية والنيابة، زمن تحالف اللحى بجميع أصنافها؛ المتدلية والمحفحفة والمحفوفة والممشوقة، وقد بات القرآن عندها أدة للقسم على الإخلاص للعشيرة، لا لتقوى الله ورسوله، والفاتحة لافتتاح طقوس عبادة المضافة، فينادي إمام الحضرة: “اعتدلوا وسووا الصفوف وتراصوا”، ليقرأ من بعدها آيات العشيرة جهرا و”تمتمة وهمهمة”، وأحاديث وروايات الأجداد العلى، فيردد “الربع” وراءه؛ آميييييييييييييييييين، مؤكدين انتماؤهم وولائهم وسريان دماء “الغرنوق الأعلى” في الشرايين والأوردة..؟!
وغدا يحمى الوطيس وتستعر ناره وكل لا بد أن يحمل حطبه ويدير “القرص” على ناره.. زنقة زنقة، دار دار، وهاهم جميعهم المؤمنون يحتشدون في الحضرة الحضيرة/ المضافة- الخيمة، خشية أن تغضب عليهم “غرانيق العشيرة العلى”، وأما من تلكأ وأقعى فإنه مذموما سيبقى على صراط نار وجنة العشيرة منتظرا، ومن اتقى فقد فاز بسدرة المنتهى.. وتلك لعمري، كما جاء في إصحاحات العشيرة؛ المهمة الجهادية “الأقصى” أجرا من صلاة “الجمعة”.. فاليوم خمر وغد أمر الفرز في الصناديق الانتخابية والإنتشاء بخمر الانتصار في الغزوة الكبرى..؟!