تبا لموت لا حياة فيه/ علي الشريف

تبا لموت لا حياة فيه

حين يحمل الشاب روحه على فوهة البندقية وحين يمضي واثقا مبتسما نحو الموت الذي منه نفر حين ذلك تزغرد البندقية وتسيج الارض دما.
اخذوا ارواحهم معهم جبارين هم بعمر الورد ولكنهم اجمل وعند اللقاء اعادوا كتابة العنوان وعرفوا من جديد بالمكان وكتبوا فوق هامات الصمت المطبق هنا الاقصى هنا القدس هنا فلسطين.
ارتقوا فوق المجد كانوا اكبر من عناوين الصحف واكبر من الصمت حتى انهم كانوا اكبر من دعاء الجالسين الصامتين فوق جثة الكرامة فهم وحدهم من اعادوا الحياة للكرامة.
يا ايها القابضون على صمتكم كانكم تخافون ان يفر الصمت من شفاهكم … يا ايها الجالسون في مقاعدكم كانكم مسامير تمسكت يا ايها الحالمون بالحرية والكرامة ان في القدس موت يعلوه موت يعلوه موت .
يا من ذات يوم رفعتكم اياديكم الى السماء داعين بالنصر لما خفضتم اياديكم وانخفض معها صوت الدعاء حتى تلاشى لما انتم تنتظرون ان يموت الورد ..ويذبل الدحنون كي تكبروا يا ايها الغائبون عن الوعي ثمة شيء يصدح في القدس ثمة زغاريد للبارود افلا تستيقظون.
تفرقنا حتى ان الفرقة ملت من فرقتنا…. وحدنا النوم ..ووحدنا الصمت … ما بكينا على اوطان تضيع ولكن ابكانا وجه تامر حسني …ما ابكانا مسجدنا المغلق حتى اشعار الصحو وانما ابكانا افتتاح فلم مجون حتى فقدنا الوعي.
يموت الورد ويذبل الدحنون ..يشنق الياسمين في ارضه ..تتبعثر الكرامة وتتقطع الى اشلاء ويتغير لون الفرات الى الاحمر … نسينا من يحمل البندقية ولهثنا خلف من يحمل الميكرفون غابت اقلامنا عن الشهداء وانبرت تصنع مجدا للغواني والغانيات …ضعنا وضاع العمر معنا ولا زلنا..ننام عند زغاريد البنادق ونصحوا حين تطل نهود الغانيات….
هنا الاقصى …الم تسمعو صوت الرصاص …هنا القدس الم توقظكم من سباتكم بنادق الورد …هنا فلسطين هل نسيتم …صوت الموت وصوت الرصاص .. واهازيج زفة الشهداء…. هل تبدل عندكم لون الدم فاصبح مثل الماء بلا لون ولا رائحة…. من انتم ومن اي طينة خلقتم … وباي وصف اوصفكم … فكاس الموت يدور وسنشربه جميعا اما موتا عاديا واما قتلا واما حرقا.. لكن هل نكون يوما شهداء…
يا انتم.. تبا لصمتكم…تبا لنومكم …تبا لموتكم ان لم يكون يبعث الحياة من جديد ..و ينبت الورد من جديد .و.يخلع مشانق الياسمين ..يعيد لون الدحنون ..تبا لموت لا حياة فيه ….وتبا لزفة لا تكون على صوت البندقية فهنا القدس…وهنا الاقصى.