قل لي يا حلو / مصطفى الشبول

قل لي يا حلو

مصطفى الشبول

من طرائف الزيارات و الأخطاء والعثرات التي حصلت في حالات استقبال الضيوف هي أثناء زيارة الرئيس اللبناني الأسبق (شارل حلو) للكويت في نهاية ستينيات القرن الماضي ، حيث أراد رئيس إذاعة الكويت تكريم الرئيس اللبناني واستقباله بأغاني تحمل اسمه ، فطلب رئيس الإذاعة من الأرشيف تزويده بكل الأغاني التي ترد فيها كلمة حلو لبثها أثناء مراسم استقبال الرئيس شارل حلو …
وفعلاً بدأت مراسم الاستقبال وكانت الأغنية الأولى التي جرى بثها هي ( يا حلو صبّح نهارنا فل ) للمطرب محمد قنديل ، فلاقت استحساناً كبيراً من الجميع … أما الأغنية الثانية كانت أغنية ( قل لي يا حلو منين الله جابك) للمطرب حضيري أبو عزيز ، هذه الأغنية سَبّبت إحراجاً للضيف ولمضيفه ، مما استدعى إلى إقالة رئيس الإذاعة الذي لم يسمع الأغنية كاملة فقط اعتمدها لاحتوائها على كلمة حلو ، كما استدعت الأمور لتقديم اعتذار رسمي كويتي للرئيس اللبناني شارل الحلو كونه يعرف الأغنية ويحفظها ويوجد فيها مقطع يقول : ( قل لي يا حلو شجابك علينا ، أمك جابتك وإحنا ابتلينا ) …
وها نحن اليوم مقبلين على الانتخابات النيابية (كما حدث لسابقيها من انتخابات نيابية وبلدية ….) و ستبدأ صولات وجولات المرشحين على القرى والإحياء وكل العشائر الصغيرة قبل الكبيرة ، بالإضافة إلى حضور كل المحافل والمناسبات من أجل عرض الذات وطرح الأفكار التي يحملها في جعبته ، وكلما مشت الأيام واقترب موعد الاقتراع يتسع نطاق الجولة لتشمل كل المنازل وكل الأشخاص عدا عن الزيارات السرية بعد منتصف الليل …
والغريب بالموضوع هو استياء بعض المواطنين من تلك الانتخابات لما حصل لهم من بعض النواب الذين تخلوا عنهم وقت الذروة ووقت حاجتهم الفعلية لهم ، وتجد لسان حالهم يقول : ما في فرق بين زيد وعبيد ، لكن حتى يخرج من الإحراج يجبر نفسه على الصمت خاصة عندما يكون المرشح قريب أو صديق أو ابن عشيرته وابن قريته ، لكن في داخله يدرك الحقيقة ويعرفها ، ولولا الخوف من عتب وزعل المرشح لأستقبله بأغنية حضيري أبو عزيز : (قل لي يا حلو منين الله جابك…… قل لي يا حلو شجابك علينا ، أمك جابتك وإحنا ابتلينا)…