إختطاف المؤسسات وتدمير إنجازاتها.. مدينة الحسن للشباب مثالاً/ علاء الشلبي

إختطاف المؤسسات وتدمير إنجازاتها.. مدينة الحسن للشباب مثالاً

علاء الشلبي

بعد ان تلقى سيلاً من التهاني والتبريكات التي تتسم بالنفاق والتزلف ، يتفرغ المسؤول الجديد لتقزيم منجزات من سبقوه ، ويجد في اثبات عبثيتها وعدم جدواها ، ويصنع لنفسه بطانة من مفسدي المؤسسة للتهليل لخطواته الإصلاحية المزعومة والترويج له كأول مسؤول يتسلم زمام الامور ويمتلك رؤية ثاقبة للنهوض بالمؤسسة وإصلاحها، وكيل المديح لهذا المسؤول بالتناوب بين افراد البطانة مقابل مكافآت مجزية .

هذا ما اعتدنا عليه من غالبية المسؤولين الذين تسلموا مقاليد الادارة في مختلف مؤسساتنا،فنجد رئيس الحكومة ينسف خطط الرئيس الذي سبقه ،ونجد الوزير يلغي كل قرارات الوزير الذي سبقه ،وينسحب ذلك على من هم دون ذلك كالأمناء العامون والمدراء وحتى رؤساء الاقسام ،وكل ذلك تحت شعار التغيير والإصلاح والتطوير وتحقيق الانجازات الوهمية.

ما يحدث في مدينة الحسن للشباب في مدينة اربد يؤكد ما ورد في هذه المقدمة ،فقد تعاقب على ادارة هذا الصرح الشبابي والرياضي عدة مدراء يسجل لهم انجازات كبيرة احدثت نقلات نوعية في مسير ته وادخلت مفاهيم جديدة في فلسفة عمل المدينة ورسالتها ،وقد لمس ذلك رواد المدينة من رياضيين وجماهير وأهالي من خلال استخدامهم للمرافق المختلفة .

الادارة الجديدة لمدينة الحسن للشباب التي جاءت وسط غفلة للمسؤولين في وزارة الشباب تعمل بكل جد لهدم انجازات الادارات السابقة وتحويلها الى مزرعة سعيدة تنعم بها الادارة الجديدة وحاشيتها ويحرم منها من لا يصفق للادارة ولا يشيد بما تقوم به ، ويساعدها على تحقيق ذلك البطانة التي شكلتها الادارة الجديدة وحولتها الى مجموعة من المنتفعين (والقرارات المالية تثبت ذلك ) ، وخير دليل على ذلك الاعتداء على مشروع المضمار ومحطات التمارين الرياضية التي وجد فيها رواد المدينة من كلا الجنسين ومن مختلف الإعمار مجالاً رحبا لممارسة رياضة المشي والترويح ، هذا المشروع الذي انجز بناء على دراسات علمية اجراها الخبير في تطوير المدن الرياضية والمتخصص في اهمية ممارسة الرياضة للجميع الدكتور رشاد الزعبي عام 1999 م ، وانبثق عنه مشروع الغابة الرياضية الذي اقيم في مدينة الحسين للشباب لاحقا ، ومن المفارقات الغريبة ان ينعقد مؤتمر الرياضة والصحة في جامعة اليرموك بمشاركة ثمان دول عربية بالتوازي مع اعتداء الادارة الجديدة في مدينة الحسن على المشروع ، ويقدم الدكتور رشاد الزعبي ورقة عمل حول اهمية الرياضة وعلاقتها بالصحة في المؤتمر وتحرم مدينة الحسن للشباب نتيجة عبث الادارة الجديدة من زيارة المشاركين في المؤتمر للاطلاع على ارض الواقع على دور المضمار ومحطات التمارين الرياضية في جعل الرياضة حالة تسود المجتمع الاردني .

ان ما تقوم به الادارة الحالية لمدينة الحسن للشباب هي محاولات يائسة لتحقيق انجاز وهمي وإسدال الستار على ذلك المشروع الذي ارتبط باسم صاحبه، اضافة لخلق حالة من الصراع الظاهر والمخفي والانقسام بين الموظفين،وهي حالة لم تشهدها المدينة من قبل .

أمام هذه الممارسات في مدينة الحسن للشباب، فإن وزير الشباب والامين العام مدعوان -بشكل فوري- لوضع حد لهذا العبث في مرافق المدينة التي تعد من ابرز المدن الرياضية في الاردن ،كذلك فإن الدكتور رشاد الزعبي صاحب هذا المشروع مدعو للتحرك للدفاع عن استمرارية هذا المشروع وإدامته وتطويره لتحقيق شعار الرياضة للجميع والمدينة في خدمة الأهالي حتى تبقى صرحا حضاريا وشبابيا ورياضيا جاذبا للرياضيين والاندية والأهالي .