الوطن للجميع / وليد الزعبي

الوطن للجميع

وليد الزعبي

في أحد أيام الصيف وأثناء عمل معلم البناء في بيتنا لاحظت اعوجاجًا في أحد الجدران فنبهته حول الخطأ الذي قام به فأجابني بكل برود أعصاب : “تخافش عمي ، بجيبها (القصّير) ، بعدين انت بتفهم بالعمار؟ ” فأجبته بالنفي ، ثم أشار إليّ طالبًا كأسًا من الشاي .

أنهى عامل البناء على الرغم من (الصوكاج) الواضح ولكن كلما كنت أشير إلى خطأ كان يجيبني نفس الإجابة ( بتفهم بالعمار؟)

ثم انتقلنا إلى مرحلة (القصارة) وأثناء العمل أشرت إلى مواطن الخلل فأجابني (القصّير) أن الخطأ من عامل البناء لا يمكن إصلاحة فقط (بالقصارة) وفي محاولة تطميني قال : (شوية معجونة وبجيبهاالدهّين ، بعدين انت بتفهم بالقصارة؟ ) .

مضت أعوام على هذه القصة ومازلت مصرًّا أن الجدار مائل ولا يمكن إصلاحه ما دام كل شخص ينقل الخطأ إلى غيره ، وعند مساءلته يتبجح بأنني لا أفهم في عمله وكأنه الوحيد المختص وصاحب النظرة الثاقبة والتي حولت البيت إلى بيت مهدد بالسقوط فوق رأسي.

ما دام المسؤول في وطننا كعامل البناء في منزلي وما دام الشعب مثلي عندما اقتنعت بإجابة ( معلم البناء) مع علمي بأنها إجابة غير مقنعة ، فإنّ الوطن سيبقى آيلًا للسقوط .

أنقذوه أرجوكم فإنّ الوطن للجميع.

وبنرجع بنقول : بجيبها القصّير.