صناعة الاخبار :عن فبركة الحدث وتزييف الحقيقة!/كاظم الكفيري

صناعة الاخبار : عن فبركة الحدث وتزييف الحقيقة!

كاظم الكفيري

مع انتشار الصورة، الثابتة أو المتحركة، ومع إنتشار أجهزة الإتصال الذكية، وإعتماد شركات مرموقة في صناعتها على تطوير تقنيات التصوير، باتت صناعة الخبر في متناول الجميع، هناك قنوات تلفزة مرموقة باتت توفر منصة تفاعلية لإشراك المشاهد على تصوير الحدث من موقعه، ولا زلنا نتذكر منذ سنوات إعتماد محطات إعلامية ذات حضور كبير على المشاهد في تصوير الحراكات الشعبية والتعليق عليها، وانتاج فيديوهات قصيرة تعتمدها كمادة إخبارية على شاشاتها ومواقعها.

ومع التوسع في إستخدام منصات التواصل الإجتماعي إنشغل خبراء بربوغاندا في تعميم نوع من الأخبار حسب المناخات الشائعة أو المحببة عند المستخدمين، ويبدو انه في أحيان اخرى تُصنع هذه المناخات صناعةً، مرّة يتم التركيز على منتجات بصرية لتشكيل إنقسام طائفي أو مناطقي أو عشائري مثلاً، ومرة اخرى للترويج لسلعة ما عبر تمرير رسائل إعلانية مباشرة أو غير مباشرة، ومرة يتم إستخدام التحشيد وإغراق منصات التواصل بمنتجات بصرية للدعاية في الحملات الانتخابية التي تشهدها كبرى الدول، او الإطاحة بخصوم أو تشويه صورة رموز سياسية أو ثقافية أو دينية ..إلخ والأمثلة كثيرة ويصعب حصرها على الإستخدام المتعدد للصورة الثابتة او المتحركة.

امام هذا السيل الجارف، اليومي والمستمر، من تدفق الملايين من الصور والفيديوهات والأخبار، يتم كثيراً فبركة احداث، من اجل تضليل الرأي العام أو التأثير عليه او الإستحواذ على إهتمامه الكلي في فترة ما، تنتقل الوسائط البصرية بين الأجهزة وبين الحسابات ويشاهدها ملايين من الناس، وليس كل الناس مؤهلين للتحقق من المعلومة او معالجتها او تمثلها على الوجه الصحيح، البعض يدقق والآخر لا يهتم وكثير من الناس يتبنون، مهما كانت صحة الخبر ومصداقيته، الناس أحيانا هم ضحية عملية التركيز المستمر على حدث ما او صورة ما، ومن داخل الغرف السوداء يقرر أناس متى تبدأ عملية إنتاج رأي عام أو تضليله وخداعه ومتى تنتهي.

نحتاج بالفعل إلى منهجية في تمكين الشباب تحديداً في مواجهة ما يشاهدوه يومياً من برامج وصور ثابتة أو متحركة، يتم تبهيرها والاضافة او الحذف منها، وانتزاعها من سياقها، من خلال إكسابهم مهارة التحليل والتدقيق والقراءة الصحيحة للخبر. عمليات تجنيد تمت لمئات الشباب لمنظمات إرهابية تعدهم بالفردوس والحصول على المال والنساء ودخول الجنة، بالنتيجة هناك ضحايا لهذه العمليات المنظمة وهناك ضحايا لعمليات صناعة الكراهية بين المسلمين. الحديث يطول عن عمليات إستدراج ممنهجة لإبتزازهم وممارسة التنمر عليهم ولا يتوقف الأمر على الأفراد بل يتعداه لحكومات وشركات ودول تمارس التنمر والتلاعب بالصور الثابتة او المتحركة لتدمير خصوم ودعم أصدقاء…والكثير الكثير من الأمثلة التي تؤكد اهميةالتربية الاعلامية حيث ان التعامل مع وسائل الإعلام و خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي المقدرة والعمل على تعظيم إيجابياتها والتقليل من سلبياتها من تمكين الأفراد و خاصة الشباب من فهم الرسائل الإعلامية والمعنوي الإعلامي و المشاركة في إنتهائها كوسيلة للتعبير .

كاظم الكفيري
رئيس جمعية حماية الأسرة والطفولة