إضاءات رمضانية”عزومة العنايا” / الصحفي بكر محمد عبيدات

كنانة نيوز –

إضاءات رمضانية”عزومة العنايا”

الصحفي بكر محمد عبيدات

يمتاز شهر رمضان المبارك بطقوسه ذات خصوصية دينية واجتماعية ،تميزه عن بقية  اشهر السنة ، وباتت هذه الطقوس من عادات وتقاليد مجتمعنا التي تقوي وتعزز الروابط الأسرية.

ومن بين هذه الطقوس المتوارثة جيلا اثر جيل ما يعرف بـ «عزومة العنايا»، وهي «عزومة البنات المتزوجات من العائلة والعمات والخالات والنساء كبيرات السن في العائلة».

وعادة ما يقوم بالدعوة لهذه العزومة كبير الدار والأسرة او من يخلفه سواء كان الاخ الاكبر او غيره ،وتتم فيها دعوة البنات المتزوجات وأزواجهن وأبنائهن وفي غالب الأحيان العمات والخالات والأعمام والأخوال خاصة كبار السن منهم لتناول وجبة الإفطار وقضاء سهرة جميلة معا، يجتمعون معا على مائدة واحدة وأمامهم ما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات وشراب .

وتبدأ طقوس “عزومة العنايا” قبلها بأيام لجهة الاستعداد والاطمنان على ان هذه الدعوة ستكون حديث الأسرة لأسابيع وأشهر قادمة بما فيها من تصافي للنفوس وتجاوز الخلافات ان وجدت.

ويبدأ المدعوون بالتوافد للمكان المتفقوعليه بالدعوة التي غالبا ما تكون من خلال الاتصالات الهاتفية او مقابلات شخصية ،وفي غالب الاحيان يكون المكان ” البيت الكبير”.

وپعد تبادل عبارات المحبة ؤالسلام فيما بين بعضهم ،يقوم رب الأسرة بدوره بالترحيب بالمدعوين ترحيبا حارا بالصغار والكبار الذكور منهم والإناث على حد سواء

وبعد فترة استراحة قصيرة تبدأ النسوة بالتسلل الى المطبخ للمشاركة في ترتيب السفرة التي عادة ما تغص بألوان وأشكال نن المأكولات والمشروبات خاصة الأطعمة التراثية.

” ويتخلل هذا الطقس الكثير من المزاح والتعليقات والتلميحات التي عادة ما تشي بترتيب زيجات بين أبناء العمومة أو الخؤولة أو التصافي على بقاية ميراث لم تسمح الظروف من تصفيته في السابق” .

وقبل انطلاق صوت المؤذن ليعلن موعد الإفطار يكون الجميع قد اخذوا أماكنهم حول المائدة والبعض اتخذ أماكن قريبة منها ، وما أن ينطلق صوت الموذن حتى يبدأ الداعي بتكرار الترحيب بالمدعوين وتقديم ألوان الطعام لهم بطريقة يحبب لهم الطعام وتبدأ عملية التمنع من قبل بعض المدعوين والمدعوات كنوع من أنواع الدلال الذي يمارس في مثل هذه المناسبات.

وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار تنسحب النساء بحجة المشاركة في غسيل الأطباق والأواني لإكمال أحاديث كن قد بدأن بها بالتلميح قبل وجبة الإفطار في حين يبدأ الرجال بتناول القهوة والشاي وغيرها من المشروبات الساخنة والباردة وخاصة المشروبات الرمضانية التمر هندي والعرق سوس ثم تبدأ وجبة تناول الحلوة عادة ما تكون القطايف مادتها الرئيسة بوجود أنواع أخرى من الحلوى زيادة في إكرام المدعوين.

ثم ينطلق الرجال وبعض النسوة لأداء صلاتي العشاء والتراويح في المساجد القريبة وبعد الانتهاء من أداء الصلاة يعود الجميع الى المنزل حيث ينطلق الفتية من الأولاد والبنات الى المولات والكوفي شوبات وأماكن التسوق في حين إما ان يبقى البقية في البيت أو ينطلقون الى مكان ترفيهي يمضون به معظم ساعات الليل الذي ما ان يدخل وقت السحور حتى يعود الجميع الى منازلهم فرحين مستبشرين بغد اجمل مليئا محبة وود وسعادة

والجدير بالاشارة اليه ،بأنه في كثير من الحالات تسفر هذه العزايم عن ما يسمى ب” زيجات عائلية “يتم البدء بالترتيب لها بهدوء وروية ودونما تعقيد ، أو العمل إنهاء خلافات سابقة عز الوصول لحلول لها ، ويتفرق الحميع على المحبة ،ويطمحون بان تككر مثل هذه العزائم مستقبلأ ،وتجدد اللقاءات ثانية ب” البيت الكبير”.