خيام على ضفة الصبر.. ونيام في قصور ليلكية.. ما قولك يا عمر؟ / عدنان نصار

كنانة نيوز –

خيام على ضفة الصبر.. ونيام في قصور ليلكية.. ما قولك يا عمر؟
عدنان نصار

———————–
ما زال جمع من علماء وخبراء جرائم الحرب والإبادة ، يبحثون عن أدلة تدين الإحتلال ،بجرائم الإباده التي يرتكبها جيش الردة الإنسانية ،بحق أهلنا في غزة ..، ما زال البحث جار عن أدلة دامغة ،تدين السفاح ، لكأن الاشلاء المتطايرة ، والجثث في الطرقات ، وقتل الأطفال ، وملاحقة النساء ، والتشريد والهدم ..لكأن كل هذا الدم غير كافي لإدانة القاتل.!!
لا يملك العالم ، بكل مكوناته الاخلاقية السياسية ، ما يقدمه من أدلة على الجريمة، رغم ذهول العالم من رؤيته لأدلة لا تقبل الشك ، ولا ينفع معها الإنكار ..!!
لسنا بصدد ، تعداد الإدلة على مدى أكثر من (172) يوما من الدم المسال على عتبات وطرقات ومدن وبلدات ومخيمات غزة ..حتى بحر غزة ، لم يسلم من لون الدم ..فجريمة الإبادة الجماعية واضحة ، وأدلتها واضحة ، واستخدام اسلحة ممنوعة وغير أخلاقية في تاريخ الحروب، وحرب المجاعة ، كلها تؤكد ان غيلان الأرض”المحتل الصهيوني” متورط في فضيحة كبرى وجريمة أكبر بحق الإنسانية، تستوجب إرسال من يزعمون انهم ساسة في كيان الاحتلال ،إلى السجن ومحاكمتهم على ارتكابهم جرائم انسانية .
غريب امر دول عظمى ، تبرر القتل واراقة الدم ، بل وتشارك فيه بفجاجة لا تليق ب”عظمتها” ولا ترتقي إلى “كبرها” كدول كبرى ..، فتاريخ الاستعمار ممتليء بالممارسات التي سعت إلى إبادة السكان الأصليين ، لسرقة أرضهم ليقيموا عليها وطن ، ولعل “اميركا” العظيمة شربك الاحتلال الاستراتيجي ، تعتبر انموذج في ممارستها لإبادة معنوية للهنود الحمر أصحاب الأرض التي اكتشفها “كولمبوس” عبر رحلته البحرية .
الإحتلال الاسرائيلي ، يسعى عمليا إلى إبادة جماعية بالقتل الجماعي ، في غزة وعموم فلسطين عبر تاريخ نشوء الكيان منذ العام 1948 وما تخلله من جرائم إبادة جماعية ، وتهجير جماعي للفسطينيين .
سعي آلة الحرب الاحتلالية المدعومة امريكيا ، لتدمير حركة المقاومة الفلسطينية الاسلامية(حماس) ، لا يعطي مبررا مطلقا لإرتكاب جرائم حرب ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لا يمكن لبطش الإحتلال ،أو أي قوة أخرى تدمير (حماس) لان المقاومة للمحتل فكر وسلوك وثقافة ، حتى لو لم يكن هناك إطار تنظيمي سياسي او عسكري ..فالفكر لا يمكن اغتياله ، والثقافة السلوكية الوطنية اا يمكن أن ينال منها محتل..أي محتل كان ، والتاريخ القديم والحديث يعطي دلالات مؤكدة لنجاح فكر المقاومة ولو بعد حين ..”كوبا نموذج ، وغيفارا نموذج ، وعمر المختار نموذج والجزائر العظيم أحمد بن بله نموذج .!!
لا يضير الشعب الفلسطيني الخيام التي زرعوها، منذ النكبة مرورا بالنكسة..ولا يضير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الخيام التي نصبوها فوق أرضهم، وفوق الدمار ..،ابدا هذا نموذج للتمسك بالوطن والهوية ..ونموذج للفكر المقاوم للمحتل ..، حتى الأطفال في لملمة جراحهم وصبرهم ووجعهم هو أيضا فكر وسلوك مقاوم للمحتل ..،ويضع العالم (الحر) أمام مسؤولياته الاخلاقية ليعيد تعريف المعنى الوطني للإنتماء ، ويعيد تعريف قيم الإنسانية والعدالة ..ليعيد تعريف الأخلاق السياسية ، ويعيد نتاج العدل بقالب جديد ترضى عنه شعوب الأرض..دون ذلك ستبقى المقاومة فكر ، وستبقى المقاومة سلوك ، وسيبقى التصدي للمحتل عنوان مرحلة في كل زمان ومكان ..لا يضير الشعب الفلسطيني ان تكون لهم خيام ..المخجل ان يبقى العالم الحر في قصوره الليلكية نيام..!!
التاريخ حاضر فيتا ، ولنا عبرة فيما قاله الشهيد الحر عمر المختار حينما حاكمه المحتل الإيطالي إذ قال :”التاريخ يكتبه المنتصرون. يستطيع المدفع إسكات صوتي، ولكنه لن يستطيع إلغاء حقي وأنا على يقين أن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي. حين يقاتل المرء من أجل وطنه، فإنه يمضي في حربه إلى النهاية.”

وعندما حكم القاضي على عمر بالإعدام شنقاً حتى الموت قهقه عمر بكل شجاعة قائلا الحكم حكم الله لا حكمكم المزيف.”!!