تصفيق بل تصفيق حادّ / كامل النصيرات

كامل النصيرات

قرّر (ناقص هزيمات) أن يلقي خطابه (الفارغ) و (الخطير) أمام الجماهير الجائعة و التي تبحث عن دور من خلاله ..وكان هذا الخطاب و هذا السيناريو ..:

أيّها (بعدها تصفيق ) ..القاعدون (تصفيق ) ..أمامي ( تصفيق )..إني أرى ( تصفيق ) أن الأمور( تصفيق ) التي تحدث ( تصفيق ) معكم ( تصفيق ) أنكم أنتم ( تصفيق ) السبب ( تصفيق ) فيها ( تصفيق )..! وصراحة ( تصفيق حاد ) عندما راجعتُ ( تصفيق ) نفسي ( تصفيق ) وجدتُ ( تصفيق ) إنني ( تصفيق ) أحسن ( تصفيق ) منكم ( تصفيق ) وأنتم ( تصفيق ) ولا حاجة ( تصفيق )..! أنتم ( تصفيق ) أغبياء ( تصفيق حاد جدا مع ضحك ) ولا يحق لكم ( تصفيق ) الاعتراض ( تصفيق )..وتريدون ( تصفيق ) سنين ( تصفيق ) لتفهموا ( تصفيق ) إللي أنا ( تصفيق ) عملته فيكم ( تصفيق ) ..و السلام ( تصفيق ) عليكم ( تصفيق حاد وطويل و عريض مع وقوف)..!

بعدها .. الجماهير التي حضرت خطاب (ناقص هزيمات) وصفّقت تصفيقًا أخذت معه احتياطي التصفيق من الأجيال القادمة ..توزعت على الفضائيات و الصحف و السوشيال ميديا ..يتكلمون بحنيّة عن خطاب ال(ناقص هزيمات) ..ويحللون ما جاء فيه من تحديد للمستقبل ..وعن الخطة الثورية التي كانت واضحة بلا جدال فيه ..وعن إعادة ترتيب البيت ..وعن العفش الجديد و عن الثلاجة و الغسالة و شوال البصل الذي تم العطاء عليه ..!

بل وغالبية الذين ينتظرون دورًا في المسرحية ..تركوا كلّ شيء..وبدأوا يشرحون عن التصفيق التلقائي للكلام (اللي خش المخ) وعن تماهي الخطاب مع الحواس الخمس لأي بني آدم حتى لو لم يكن يفهم اللغة العربية ..!

ما أجمل التصفيق لدى شعوب صفّق الموت على هزائمها و أعطاها شهادة تقدير في فنّ الغياب ..!!