مخصصّات للموت.. / أحمد حسن الزعبي

مخصصّات للموت..

أحمد حسن الزعبي

بالأمس في غرفة العلاج ، أشار الرئيس أن يخرجوا الأم التي جاءت لتطمئّن على ابنها #المصاب ، فانبرى #المنافقون بطردها ..لم لا فهو أقرب من الأم لابنها ، هو أقرب إلينا من ” #حبل_الرافعة”..
**
عمّال #الموانىء ،نوارس الشقاء ، المثقلون بملح البحار وكدح البقاء كلما صرخوا ، نحن بشر لنا زوجات وأولاد ، لنا دالية في مدخل الدار ،ولنا البلاد..لسنا بضاعة منسية على #رصيف البضائع ، فقط أمنّوا لنا السلامة العامة لنعيش… قالوا “لا مخصّصات”..
**
ثمة مخصّصات للمصابيح الأمامية لسيارة وزير الاستثمار،وثمة #مخصصات لسيارة حديثة للأمين العام ، وفي ذات الوزارة ثمة مخصصات لشراء #بدلات_رسمية لموظفي الفئة الرابعة ..لكن ليس هناك مخصّصات “لحبل الرافعة”..
**
ثمّة مخصّصات ل14 #سيارة_حديثة لمدراء في #العقبة_الاقتصادية ، لزوم “البرستييج” و”الأنا” العفنة ، والمناصب التي زهت بمؤخراتهم ، بطريقة حديثهم ونفث الدخان في وجوه موظفيهم الكادحين ، لكن لا مخصصات “لحبل الرافعة”…
**
حبل الرافعة المقطوع ..هو الحبل السرّي للخجل الرسمي..للفجاجة في #الوقاحة ،لولادة الموت من رحم الإهمال ، للإستعراضات الكاذبة، للوعود ، لأجمل الأيام التي لن تعود ..
في وطني، الموت مجاني لأبنائنا على الحدود، في مالي، على رصيف الميناء ، أو على رصيف الإنتماء…الموت لنا ، والحياة كل الحياة لهم …فموتنا ليس بحاجة الى مخصصات..