الإنتخابات / وليد علي الجراح

كنانة نيوز – مقالات –
الإنتخابات
بقلم: وليد علي الجراح
تشهد مملكتنا الحبيبة بشكل دوري إنتخابات نيابية وبلدية ومجالس محافظات والتي سنتحدث عنها لما لها من أهمية كبيرة في حياتنا وتطوير مجتمعاتنا  .. خاصة وان نتائجها تأتي كنتاج فكري مجتمعي ومقياس حقيقي لوعي المواطن وحسن اختياره من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ليعم الخير والفائدة على الفرد والمجتمع .
 
حيث أننا نعاني جميعا وفي جميع المناطق شمالاً وجنوباً من سوء الاختيار فإنه يتوجب علينا أن نطرح هذا الأمر مفصلاً إلى حد يمكننا من حسن الاختيار.
يقول المولى عز وجل “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)
 
إن الإنتخابات البلدية والتي تمس حياة المواطن الخدمية فإنها يجب أن تبنى على حسن الاختيار والتعامل بشكل علمي دقيق لما لها من تأثير على نوعية الخدمات التي سيحصل عليها المواطن لاحقا.
وبداية وحتى نحسن الاختيار،
من هو رئيس البلدية ؟
إن رئيس البلدية _ ذكراً كان أم أنثى _يجب أن يتمتع بكفاءة عالية وشخصية قوية قادرٌ على اتخاذ القرارات مسؤول عن مجموعة من الموظفين القائمين على تقديم هذه الخدمات ضمن دائرة جغرافية محددة لا أكثر ولا أقل.
وبالتالي فإن اختيار شخص لتحمل مسؤولية هذه المؤسسة يكون مبنيا على أمرين هما:
* ماذا نريد من هذا الشخص ( الهدف المنشود)
*وما هي المواصفات المطلوبة توافرها لتحقيق هذه الهدف.
إن اختيارنا لهذا المنصب عادة يكون مبنيا على أمور ليس لها علاقة بهذين الأمرين والتي قد تنحصر في اختيار الشخص فقط لأنه صديق ،جار، ابن العشيرة وهو الأغلب ، نكاية بالآخرين، معرفة أو مصلحة،
وبالتالي وصول هذا النوع لا يحقق الهدف العام بل الأهداف الشخصية والتي تتمثل بخدمات خاصة للمواطن مقابل اختياره وقد تكون ظلما لآخرين،
ولكن بالعودة لأصل الأمور وهو تحديد الهدف المنشود مقرونا بالصفات القيادية من وجود هذا المنصب هو تماما كاختيار طبيب الأسنان مثلا أو بأي شخص ترغب بأن يقدم لك خدمة ما فإنك بذلك تحدد الخدمة المطلوبة وبناء عليها تحدد الشخص المطلوب القادر على تأدية هذه الخدمة بعيدا عن جميع الأسباب الخاصة كالعشيرة والصداقة وغيرها.
اما الأمر الثاني وهو كيفية التعامل مع هذا الأمر ففي بداية الأمر وفي نهايته فإن هذا الشخص هو مجرد موظف مسؤول عن مجموعة من الموظفين القائمين على خدمتك وقد يتم وضع مجموعة من الأعضاء لإعانته ومنعه من التغول والتفرد بقراراته،
وبالتالي فهو ليس شيخ عشيرة ولا فكاك النشب ولا زعيم المنطقة وليس الرجل الأول من الناحية الاجتماعية والعشائرية…
نعم قد يكون الرجل الأول إداريا ضمن دائرته المغلقه.
إن عدم معرفتنا بالتعامل مع هذا الأمر انعكس سلبا على طريقة اختيارنا فأصبح الاختيار مبنيا على التعامل السابق ،وبالتالي فهو اختيار غير موفق لأننا نسينا الهدف الرئيس من وجوده.
وليكن معلوما عند الجميع أننا سنقف مسؤولين أمام الله عن سبب اختيارنا لقوله عز جل ” وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)
ويحدد كل منا الهدف الرئيس من اختيار ذلك الشخص والصفة العامة له والقدرة عليها بكفاءة وقوة وأمانه بعيدا عن كل المحسوبيات الضيقة التي لا تجدي نفعا.
 
والله من وراء القصد