مخاوف الاردنيين القادمة/ م. سليم البطاينه

مخاوف الاردنيين القادمة

م. سليم البطاينه

لا اعتقد حتى هذه اللحظة ان احد يستطيع ان يتنبأ بعد اعلان صفقة القرن إلى اين تسير الأمور ، وهل من الممكن ان نتصور بعضًا من السيناريوهات الممكنة القادمة ، علماً بأن كثيراً من النخب السياسية والفاعلين الرئيسين ليس لديهم تصورًا صحيحًا أو حتى معلومات متوفرة بين أيديهم !!! ففي غضون ايّام قليلة انقلبت الأجواء السياسية داخل الاْردن وخارجه بحيث أصبح الاْردن على صفيح ساخن فالأحداث التي تجري حوله بعلمه أو بدون علمه ليست ببعيدة عن واقع جديد بدأ يتشكل في الاْردن !! واقع مليء بالأحداث المتسارعة والمفاجئة !! فبعضاً من من الدلائل والمؤشرات صدرت في أوراق خاصة تدل على اننا امام تغير سيطال المشهد السياسي والاجتماعي وهيكل الدولة القادم

فأنا للحقيقة فزع مما تخبئه لنا الأيام القادمة ، فعلى ما يبدو انها تخبىء ما لا تظهره وما لا نرتجيه !! والذي نرتجيه قد يحصل عكس ما نُحب ان يكون !!!! فاللأسف فحتى الان ما زال هناك من يستخف في عقولنا ويعمل جاهداً على تحويلنا من فاعلين إلى مفعول بِنَا ، ويريد منا أن نعيش خارج التاريخ والجغرافيا !! فالاردنيين لم يعد يشغلهم اليوم ركوب قارب النجاة ، بل هو كيفية الوصول إلى شاطىء آمن !!! و أصبحوا اليوم مسكونين بالخوف ، ذلك الخوف الذي يطاردهم بشكل دائم وبات يسكن قلوبهم !!! أنه الخوف من كل شي ومن أي شي !! فهناك من يصم أذنه عن سماع صراخهم !! فهم يبحثون عن وطنهم الذي تم وضعه في مسرحيات وتمثيليات فلا يجدونه !!
فالخوف الان من ان نكون امام فخ قادم لا نعرف شكله ؟ فقد بدأت احاجي الألغاز بشأن الهوية وفي تحديد معنى أكثر وضوحاً لكلمة وطن وانتماء !! فالمستقبل يعيش في بطن الحاضر والحاضر مليء بما يسرّ ولا يسرّ ، وتحليل الماضي يقدم لنا مفاتيح الحاضر !! فالأيام والسنوات الماضية علمتنا أن أهم منعطفات الواقع الاردني كانت عبارة عن مفاجآت لم يتنبأ بها احد ؟ وهذا ما يجعلني أقول اننا بحاجة الى وضوح في الرؤية ومكاشفة لتبديد الهواجس الموجودة عند الناس (فهل المملكة هي إردنية ام هاشمية ام مملكة عربية هاشمية ؟ وهل التلفزيون هو اردني ام تلفزيون المملكة ؟ وهل هناك كونفدرالية مع شعب بدون ارض؟ ام فيدرالية وجيش موحد؟) وهذا لا يحتاج إلى مهارة بمقدار ما يحتاج وعيًا بما جرى ويجري حاليًا وما تم الاتفاق عليه سابقًا !! فالأمر بات يتطلب إدارة سياسية متكاملة وقادرة على استيعاب المتغيرات القادمة
فالاستقرار الديموغرافي في الاْردن حافظ على ثباته طوال عقود مضت لأنه كان ملائماً للتاريخ والجغرافيا !! فهناك غرف مغلقة تعمل ومنذ فترة من الزمن على هندسة الديموغرافيا !!! فالأيام القادمة ستكون حبلى بالكثير من المتغيرات والأحداث والخوف من من حسابات سياسية آتت من خارج الصندوق ستفرض علينا سوأ شئنا أم ابينا !! فهناك اجماع لدى الغالبية بأن هناك شكلاً جديدًا للأردن يصاحبه خارطة سكانية جديدة
فالمراحل المهمة في تطوير الجغرافيا الاردنية كان أهمها قرار فك الارتباط عام ١٩٨٨ ، وكان عبارة عن اعادة الجغرافيا الى حدودها مع الاحتفاظ بالديموغرافيا القادمة من الضفة الغربية !! ففكرة الكونفدرالية بالأساس صهيونية طُرحت من قبل هرتزل ومن بعده بن غوريون الذين كانا يعتقدان أن مستقبل الفلسطينين فقط في الاْردن وان يهودا والسامرة هي ارض الميعاد ، وهذا له باعتقادي بعد ديني يهودي توراتي