هيا نقهر زمن الجَزْر / بقلم صافي خصاونة

هيا نقهر زمن الجَزْر

بقلم صافي خصاونة

نحن نعيش الآن زمن الجَزْر لا المد… زمن التراجع والنكوص، زمان الخيبات والهزائم … لكن سرعان ما يخطر ببالي ذلك البيت من الشعر الذي يقول :

اُعلّلُ النفس بالآمال ارقبها

ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل

عندها اتيقن ان تحقيق الأهداف يتطلب روحا مليئة بالآمال والثقة … فلنحرص على أن ننمي في ذواتنا تلك الروح وتلك الثقة ونوطد أنفسنا على النظر إلى الحياة نظرة تفاؤل وامل كبير ، وبهذا نجابه التحديات والمعيقات والمنغصات ونتجاوز حالة الإحباط واليأس والقنوط …

فالأمل يدفعنا للعمل المخلص الدؤوب ، يدفعنا ان نكون أوفياء لأنفسنا وقضايانا الخاصة والعامة … اما التفاؤل فأنه يُجَلّي نفوسنا ويصقلها ، يهدهدها كما الام الرؤوم تهدهد رضيعها ليستقر ويهدأ وينام …

حريٌ بنا ان نحرص كل الحرص على أن نعيش حياة الأمل والتفاؤل لأنهما الأساس في بناء الشخصية الواثقة الواثبة، هما الأساس في بناء النفسية المطمئنة وهما ينميان الحالة الإيجابية لدى الفرد التي هي في الواقع المسؤولة عن كل النجاحات الفردية والمجتمعية…

فلا يمكن أن تنمو الإيجابية لدى الإنسان الا اذا تكرست عنده تطلعات الأمل والتفاؤل وصارت سلوكا وطريقة حياة …

فتعالوا نمحو كل النقاط السود من أوراق الحياة ودفاترها … نمحوا الوان الحزن وشارات الاسى ونجتث من دواخلنا وساوس الإحباط والتراجع والهزيمة …

ما أجمل أن ننتصر على نوازع البؤس ونقهر السوداوية في نفوسنا… فأذا ما وصلنا إلى هذه الحالة من الإيجابية، وإذا ما تمتعنا بتلك الطاقة الدافعة فإن أبواب الخير والسعادة ستشرع امام مسيرتنا … سيصبح الصعب سهلا والبعيد قريبا والحزن فرحا حتى الألوان ستتحول ليصبح الاسود ابيضا والرمادي زهريا …

اشحنوا نفوسكم بطاقة التغيير وطاقة التجديد … عندها تصبح الحياة اجمل ويصبح الخير اعم