الملك والشباب والحكومه / كاظم الكفيري

الملك والشباب والحكومه

كاظم الكفيري

ليس اللقاء الذي جمع جلالة الملك قبل أيام بعددٍ من طلاب الهاشمية هو الأول الذي يلتقي فيه مع شباب في مقتبل أعمارهم، كما أنه لن يكون الأخير، لأن فئة الشباب حظيت بإهتمامه ودعمه على مدار سنوات حكمه.. ولكن!

هناك فجوة كبيرة بين التصورات التي تقدمها الحكومات تجاه فئة الشباب وبين واقعهم الفعلي، بات واضحاً أن هناك فجوة بين الرؤية التي يتبناها جلالة الملك وبين البرامج الحكومية المقدمة لهم.

في مجال التعليم، أفرغت وظيفة الجامعة من كونها مؤسسة إجتماعية أكاديمية تصقل معرفة الطالب ومهاراته لصالح كونها مؤسسة تلقين أكاديمي وتكديس معرفة وعلامات. باتت الجامعات عاجزة عن تخريج طلبة باحثين في مجالات إختصاصاتهم، إلى جانب أن الجامعات لا تستطيع تلبية عدداً من المهارات التي يحتاج الشباب فيها لتطويرها وتعزيزها.

لا دور حقيقي وملموس لوزارة الشباب داخل الجامعات، ولربما خارجها أيضاً، هذه الوزارة التي يقوم عليها وزير لوزارتين مع وزارة الثقافة، هل جاءت هذه الحقيبة لعلاقة ما ترتبط الشباب بالثقافة؟ أم يعود السبب لتدني الإهتمام بالبرامج التي تقدم من هاتين الوزارتين؟

أما المسار المهني، فهو المسار الذي يواجه تحدياً أكبر، لا سوق محلي يستوعب عدداً متزايداً من الشباب بسبب الظرف الإقتصادي الضاغط على بلدنا، إلى جانب التحديات الأخرى في سوق العمل كالمنافسة والأجور.

كل الوعودات التي أطلقتها، أو ستطلقها هذه الحكومة، أو تلك التي سبقتها إليها الحكومات السابقة لن تقنع الشاب قتيبة، وقتيبة هو كل شاب أردني يحب وطنه، لكنه لا يريد أن يبرحه، ولكنه يصحو من نومه يومياً وهو يأمل بفرصة ما في بلده تُبدد حلمه بالهجرة والسفر، وحتى هذه ليست بيده!
(كاظم الكفيري )